تكمن أهمّيّة الدين بأنّه جاء بمثابة الوحي الذي يهدي عقولنا إلى الطريق القويم، وبالتالي استقامة النفس واستقرارها وابتعادها عن كلّ ما يسبّب لها الاضطراب والجزع، كما أنّه مهمّ جدّاً لحياة المجتمع فهو الذي يضمن تحقيق العدل والمساواة بين الناس، فيجعل الناس يلجؤون إليه فيه كل أمور حياتهم، ليكون هو مصدر القوّة الذي يستندون إليه ويحتمون به، ممّا يجعل المسلم صابراً وممتثلاً لأمر الله، لإيمانه ويقينه بقدرة الله. فالدين هو الذي يجعل الإنسان يقوم بكل ما يأمره به الله من عبادات وطاعات لتوصله إلى الطريق المؤدّي إلى رضاه جلّ وعلا، وإلى جنان الخلد التي وعد بها سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الطائعين، كما جاء في الذكر الحكيم {ومن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرا} (النساء 124) كما أنّه الذي يجعل الفرد مستشعراً لمراقبة الله سبحانه وتعالى له، وبالتالي يعزّز لديه الشعور بالمسؤوليّة تجاه ربّه ونفسه ومجتمعه، فيهذّب النفس ويزجرها عن الوقوع في الملذات والشهوات المحرمة، ويوقظ ضميره للسير على الطريق الصحيح والسليم الذي يتفّق وفطرته التي فطره الله عليها، وكان من دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلّم: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ. (أخرجه مسلم) لقد دعا النّبيّ صلى الله عليه وسلّم بإصلاح الدين أولاً لأنه أعظم المقاصد، وأهم المطالب لأن من فسد دينه فقد خاب وخسر الدنيا والآخرة، وسؤال اللَّه إصلاح الدين هو أن يوفق إلى التمسك بالكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين في كل الأمور، وذلك يقوم على ركنين عظيمين: الإخلاص للَّه وحده في كل عبادة، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يكون خالصاً صواباً. فإن التمسك بهذين الأصلين عصمة للعبد من الشرور كلها، أسبابها، و نتائجها ونهاياتها، و من مضلات الفتن، والمحن، والضلالات التي تضيع الدين والدنيا. فالدين يعتبر الحجر الأساسي لنشر القيم والأخلاق الفضيلة بين الأشخاص، فيعرف على أنه منظومة المعتقدات والمبادئ والأفكار التي تعتبر مرجعا في حياة الفرد، الله عز وجل خلق الإنسان وكرمه عن سائر المخلوقات ومن رحمته بالإنسان جعل له العقيدة التي تنظم حياته لكي لا يتركه حائر في هذا العالم، والدين في حياتنا يعد من أهم الأشياء في هذه الحياة فلا يستطيع شخص أن يعيش بدون الدين؛ فهو القادر على حل كل شيء والمساندة في وقت المصائب والشدائد، التمسك بالدين والعقيدة والأخلاق هو طريق الرشد والهداية والأمان والاستقرار في حياة الإنسان المجتمع.