لا تكاد الزوبعة حول الوضع الصحي للرئيس الأسبق زين العابدين بن علي تهدأ حتى تعود من جديد، فبعد تدونية محسن مرزوق التي نفى مضامينها محاميه منير بن صالحة تولى أمس هذا الأخير نشر رسالة منسوبة الى الرئيس الأسبق يقول فيها إنه بصحة جديدة وإنه يتابع أخبار تونس ويتمنّى لها ولشعبها كل الخير... هذا في حين تفيد أخبار مستقاة من مقرّبين منه بأن وضعه الصحّي حرج فعلا وأنه يريد العودة ليموت ويدفن في بلده وأن زوجته ليلى هي من تمنع هذه العودة... فأيّة حقيقة نصدّق؟ القصة الكاملة لمرض وعودة بن علي لتونس... ليلى الطرابلسي وراء منعه و الصراع يشتد مع بناته * تونس (الشروق) اشتد مؤخرا المرض بالرئيس السابق بالجمهورية التونسية زين العابدين بن علي بسبب العلاج الكيمياوي الذي يستعمله وهوما جعله يفكر في العودة لتونس مطالبا بدفنه في تراب الوطن الذي عاش فيه اكثر من 70 سنة .. «الشروق» تنشر المسكوت عنه في وضعية بن علي الصحية وحقيقة رغبته في العودة لتونس والدور الذي تلعبه ليلى بن علي لمنع العودة المنتظرة ... علمت «الشروق» من قريب وصديق الرئيس السابق زين العابدين بن علي انه فعلا يعاني من ازمة صحية حادة بسبب تلقيه العلاج الكيميائي بعد إصابته بالسرطان وطلب منذ فترة ان يتم دفنه في تونس وان يعود اليها لمواصلة تلقي العلاج والموت فيها حسب تعبير محدثنا مضيفا انه تم منعه في عديد المناسبات من اعلان هذا الطلب وذالك بسبب زوجته ليلى الطرابلسي التي رفضت طلبه وتمسكت بدفنه في السعودية في صورة وفاته بتعلة انها ممنوعة من العودة لتونس كما انها تعاني من مشاكل بينه وبين بناته من زوجته السابقة . واكد مصدرنا ان بن علي بلغته معلومات من احد اطبائه بان وضعيته الصحية حرجة جدا لذلك اتصل بعدد من المقربين منه وطالبهم بمساعدته على ايجاد حل قانوني وسياسي لتسهيل عملية عودته ومواصلة علاجه في تونس والموت فيها وهوما اصاب زوجته ليل الطرابلسي بالجنون خاصة انها تعي جيدا ان بقاءها في السعودية وتلقي المساعدات مرتبط بوجود بن علي معها وانه في صورة عودته ستجد نفسها في ازمة هذا بالإضافة الى انها لا تستطيع العودة لتونس بسبب القضايا والاحكام بالسحن التي مازالت تلاحقها وايضا بسبب مشاكلها مع بناته في تونس . الحقائق اطلعت «الشروق» على نسخة من رسالة ارسلتها ابنة الرئيس السابق بن علي الى قريبها تطالبه بضرورة ايقاف نزيف عدد من الاشخاص الذين يتحدثون باسم والدها واستغلال اسمه للحصول على اموال ويذكر في هذا السياق ان ليلى الطرابلسي منعت زوجها ايضا من التواصل المستمر مع بناته من زوجته الاولى والمقيمات في تونس خوفا من اقناعه بالعودة لتونس كما اكد مصدرنا ان الصور التي يتم نشرها مؤخرا لبن علي تعود لفترة سابقة . اثارت التدوينة التي نشرها محسن مرزوق رئيس حزب مشروع حول الوضعية الصحية لبن علي ليسارع صهره الفنان كريم الغربي المعروف باسم «كادوريم» بنشر صورة لبن علي ثم اعلن المحامي منير بن صالحة ان الرئيس سينشر رسالة خاصة للتونسيين تم نشرها امس على الساعة 10 و6 دقائق بتأخير 6 دقائق ليتوضح انها ليست من بن علي بل من احد افراد عائلته ويتوضح من خلال اسلوب الكتابة حسب ما اكده مصدرنا مطالبا بتوفير الظروف الملائمة لعودة الرئيس السابق لتونس . في رسالة نسبها له محاميه منير بن صالحة.. أتمتع بصحة جيدة وأتمنّى الخير لبلادي رسالة موجّهة من الرئيس السابق بن علي الى الرأي العام بتاريخ 15 ماي 2019 , ننشرها بطلب منه مثلما وردت: « لقد تواترت في المدة الأخيرة عديد التصريحات داخل تونس تداولت اسمي ووضعي الصحي وعددا من المسائل التي تهم شخصي كرئيس سابق للجمهورية التونسية واني إذ آليت على نفسي منذ دفعت لمغادرة بلدي ان أتمنى لتونس العزيزة وشعبها أمانا واستقرارا ونماء، متحفظا على كل ما من شأنه أن يزيد من اضطراب أوضاعها أومصاعب احوالها بما يفرضه علي واجب الالتزام الوطني ومسؤولية رجل الدولة تجاه وطنه، فاني أرفض رفضا تاما ان يتحول شخصي إلى موضوع للتوظيف والاستثمار السياسي. الحمد الله الذي منّ علينا بموفور صحة وسلامة وعافية أتمناها بل واكثر منها لكل التونسيات والتونسيين وانا أستغرب مما روجه البعض من أخبار تفيد غير ذلك خلفت الاستياء لدينا ولدى عائلتي. اني اتابع وضع بلادي مثل كل تونسي لا يملك الا ان يتمنى الخير لبلده ولا ارى انّ الوقت اليوم يسمح حتى يزايد التونسيون على بعضهم البعض بل عليهم الانكباب على حماية بلادهم وانقاذها من الوضع الاقتصادي المتأزم، لقد أخذت فرصتي في تحمل مسؤوليتي الوطنية في قيادة تونس وسنكون في حضرة الله ثم التاريخ ليحكم بما لنا وبما علينا، بما انجزنا وبما لم ننجز ولكننا لم نزايد حين كنا في موقع المسؤولية على من سبقنا ولم نحاول ركوب صهوة الماضي لتبرير شرعية حاضرنا آنذاك. اني أدعو كل أفراد شعبي العزيز وأدعو ايضا من يتقلد مسؤولية الحكم اليوم بعدنا إلى التمسك بالأمل في مستقبل بلادهم وتجاوز هذه الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها الوطن وتأكدوا اني معكم قلبا وقالبا بكل ما أستطيع أن أفعله لفائدة تونس العزيزة التي خدمناها بصدق وإخلاص طيلة خمسين عاما ولم نساوم على استقلالها وسيادتها وحق شعبها في النمو والتقدم . أشكر كل التونسيات والتونسيين الذين تلقيت منهم آلاف رسائل الحب والتقدير متمنيا لشعبي العزيز التغلب على المصاعب ولتونس الاستقرار والتقدم والازدهار وتاكدوا اني عائد بحول الله. تدوينة محسن مرزوق الرئيس السابق زين العابدين بن علي، يبدو، حسب الأخبار المؤكدة، مريضا جدا. وقد أوصى، إذا حلّ الأجل والأعمار بيد الله، أن يدفن في العربية السعودية مضيفا «لم أكن أبدا من أنصاره ولا جمعتني به مصلحة أواتفاق، وكنت مختلفا مع جانب كبير من توجهاته السياسية، ولكنني في هذا الشهر الفضيل، أطلب له الرحمة الإلهية وتخفيف القضاء الذي لا بدّ له عنه. فحكم القانون لا يتناقض مع الرحمة والتونسيون أهل رحمة وإذا اختار في وصيته أرض الحجاز مثوى أخيرا فهذا خياره وإن كان له الحقّ أن يدفن في بلده.. أكرٌر أن الأعمار بيد الله وللرجل أبناء لا شوائب قانونية حولهم. ولا أعتقد أن أمن تونس سيكون مهددا لوفتحت لهم أبواب العودة والزيارة على الاقل مع حفظ كرامتهم نحن طالبنا دائما بإنصاف ضحايا الفترات السابقة من تاريخ تونس ولكن في إطار المصالحة. تونس انتقلت من عهد لعهد ولن تعود للوراء ولكن لن تستقيم أمورها بالانتقام والتشفي لان آثاره عكسية.