تونس (الشروق) الشيخ سالم بوحاجب ولد بمدينة بنبلة التابعة إداريا لولاية المنستير سنة 1827 وتعود أُصوله إلى ريف جهة الصخيرة ونشأ في أسرة متدينة من حفظة القرآن وتعلّم أصول العربية والقرآن الكريم بمسقط رأسه وأبدى في طفولته ذكاء وقادا وباشتداد عوده آنتقل للعاصمة تونس وأقام لدى عمّه وانتسب للجامع الأعظم وبرز بتفوقه ودرس الشيخ بوحاجب على عدد من الشيوخ الأعلام أمثال إبراهيم الرياحي – محمد النيفر – محمد بن عاشور – محمد معاوية وغيرهم كثر وكلّ في مجال آختصاصه فأخذ عنهم كثيرا من «مراجع» علوم الدين والعربية فتشبع من قولهم وأثرهم وأضاف لنفسه مزيدا من البحث والتوسع والإشعاع في المعرفة والعلم والبلاغة والخطابة والإقناع والفتوى الحكيمة إضافة لأخلاقه الرفيعة وعلاقته الإنسانية الكريمة إلى جانب شجاعته اللافتة لإعلاء راية الحق على منابر الخطابة الجُمعية وإدارة المحاضرات وتناول القضايا الإجتماعية والسياسية بنقد أزعج السلطات وتمتّع الشيخ الجليل سالم بوحاجب بحضوة رفيعة لدى تلامذته وأتباعه ومحبيه وزملائه وتحدثوا عنه في حياته ومماته بكثير من «المعزّة» الفخرية وكان أكثرهم حديثا عنه في كلّ المجالس محمد العربي الكبادي الذي تحدث عن سعة علم وثقافة الشيخ بو حاجب ووصفه الشيخ محمد مخلوف بأن كان «الأستاذ الأمير والعلم الأشهر « وغيرهم كثر ممّن تناولوا حياة ومآثر الشيخ سالم بوحاجب وإضافاته كرجل جمع بين العلم والأدب والدين والإصلاح والتي برز فيها خلال توليه لعديد الخطط العلمية والشرعية والتدريس بالجامع الأعظم والفتوى . وقد نذر الشيخ المصلح سالم بوحاجب فكره وعلمه وأدبه و»إمامته» الواسعة للإجتهاد والتجديد في المعارف وتخطى الجرأة إلى شجاعة الرأي مع حفظه لثوابت أصالة الأمة التونسية وتوفي الشيخ سالم بوحاجب بتاريخ 14 جويلية 1924 وإكراما لهذا العلم الرائد ومآثره صدرت عديد المنشورات والدراسات الساعية في جوهر أهدافها للتعريف بخطب بوحاجب للإستفادة منها من قبل المؤرخين والطلبة والأساتذة ومحبيه من الشيوخ الأتباع وأطلق آسمه على كثير من الشوارع بعدّة مدن داخلية.