من»الزلزال»،»التمساح» ،وصولا إلى»آف بي اي»... عناوين لسلسلات اشتهرت من «الكاميرا الخفية» تخللتها سلسلات أخرى في مختلف القنوات التلفزية التونسية ولكن لم تخرج عن رؤية تقوم على إثارة الفزع في قلوب مواطنين عاديين أو وجوه معروفة ورسخت في تفعيل هذه الرؤية الكاميرا الخفية العربية الأكثر شهرة المقترنة باسم «رامز» والتي تصعّد في كل سنة من دوافع التخويف حد الهلع دون حدود، فتحولت فكرة «الكاميرا الخفية» من الترفيه إلى الترهيب، ولكن بقي رؤوف كوكة واحد من الإستثناءات النادرة في توجهه الذي لم يحد عنه ومن خلاله تأسست هذه النوعية في إعلامنا المرئي وتعلق بها التونسي والتي ابرزت بدورها شخصيات طريفة مثل محمد العوني وعبد الحميد قياس،محمد غوار وغيرهم ،وإن بقي سبب انقطاع رؤوف كوكة عن إنتاج «الكاميرا الخفية» للقنوات التلفزية التونسية لغزا فإن توجّهه للقناة الليبية»218» لإنتاجها منذ مواسم يرسخ الدليل على إبداع هذا الرجل والذي بقي محافظا على روح هذه النوعية من البرنامج مثيرا في المشاهد ضحكة تلقائية بعيدا عن مشاهد العنف والتخويف والإستغباء والإستسهال معتمدا حرفية كبرى على جميع المستويات من الفكرة إلى حسن اختيار أبطال هذه السلسلة إلى الإطار المكاني ودقة إستباق تفاعلات المواطن العادي دون اصطناع أو إفتعال ونجحت هذه السنة كعادتها «الكاميرا الخفية» على القناة الليبية بفضل خبرة وإبداع كوكة والفريق المصاحب بحسن توظيف السهل الممتنع من الأفكار والتي لا يعرف سرها إلا هو محققا الإستثناء في غابة من هذه البرامج التي نجحت إلا في جعل الكاميرا مخفية ولكن بأفكار إما ساذجة بسيطة أوترهيبية بعيدة عن الخصوصيات الإبداعية ل «الكاميرا الخفية».