لئن تتحدث الاخبار اليوم عن التوجه لإنتاج سلسلة فوازير تونسية لإحدى القنوات التلفزيونية الخاصة فإن رمضان1994 على الوطنية الأولى كان شاهدا على ميلاد أول فوازير تلفزيونية تونسية في إعداد لرؤوف كوكة وإخراج صلاح الصغيري وبطولة الفنانة الاستعراضية عائدة بوبكر وتعد عائدة بوبكر أول فنانة تونسية تقدم الفوازير التونسية تحت اسم «فوانيس» ببادرة وفكرة رؤوف كوكة الذي برز في تلك الفترة أيضا ب«الكاميرا الخفية» ليكون بذلك رائدا في المجالين ويحفظ التاريخ لرؤوف كوكة في صناعة عديد الكوميديين الذين تحولوا اليوم الى نجوم نذكر منهم محمد العوني وشوقي بوقليه، وعبد الحميد قياس والمنجي بن حفصية وحمادي غوار الذي أنتج بنفسه كاميرا خفية على طريقة رؤوف كوكة، فنالت استحسان كل من تابعها. ورؤوف كوكة الذي انطلق في تأثيث مسيرته في رحاب مؤسسة التلفزة الوطنية معدا ومنتجا ومقدما للعديد من البرامج والمنوعات نجح في تعبيد طريق إبداعي به متمثل في إعداد وإنتاج «فوانيس» استئناسا بفوازير نيللي وقدم في أولى تجاربه الفنانة الاستعراضية عائدة بوبكر ثم كان الموعد مع الممثلة ريم الرياحي وجاءت بعد ذلك الممثلة هاجر الستيتي وفي أوائل الألفينيات أشرف رؤوف كوكة على إعداد إنتاج برنامج «طريق النجوم» وهو برنامج يهتم باكتشاف المواهب الفنية وتكفي الإشارة في هذا المجال أن الفنانة وردة الغضبان من خريجات هذا البرنامج. ومنذ 2003 اختفى رؤوف كوكة عن الأضواء غياب تواصل إلى رمضان 2014 عندما ظهر مرة أخرى ب«كاميرا خفية» جديدة أما عائدة بوبكر، فإن سعت جاهدة لاستثمار نجاحها في «فوانيس» وعملت على إعداد إنتاجات غنائية استعراضية غير أن هذه التجربة لم تدم طويلا... فكان أن خيّرت الانسحاب والابتعاد عن الأضواء. ونشير من جهة أخرى إلى أن «فوانيس» رؤوف كوكة دفعت بالعديد إلى السير على منوالها من ذلك الشاعر الحبيب المحنوش الذي أعد فوازير «عرافة تسأل» وأسند دور البطولة إلى زوجته الفنانة هزار قبل الطلاق منها وعمل صلاح الصغيري من خلال «خديجة الصغيرة» على إعداد سلسلة فوازير غير أن التجربتين لم ترتقيا إلى ما كسبته وحققته «فوانيس» عائدة بوبكر من نجاح جماهيري كبير.