تحتل القيروان المرتبة الأولى وطنيا في انتاج المشمش حيث بلغ الإنتاج هذه السنة 15 ألف طن أي مساهمة بحوالي 43 بالمائة من الإنتاج الوطني. «الشروق» مكتب القيروان: يتميز هذا المنتوج بتنوع أصنافه أيضا ما بين ما هو بدري مثل الباكور والوردي والذي انطلق جنيه منذ أسبوع .في حين يستعد الفلاح إلى جني أصناف أخرى في غضون الأسبوع المقبل على غرار صنف «عمر العش» والبيوضي و«الكانانوس» و«الشاشي» بحفوز والعين البيضاء. وقد افادنا المهندس بدائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية بالقيروان بدر الدين قريميط أن المساحة الجملية لزراعة المشمش بالجهة تقدر بحوالي 3350 هكتارا .و تأتي عين بومرة بالسبيخة الأولى بالولاية على مستوى الإنتاج بحوالي 4500 طن تليها الشبيكة ب 1800 طن ثم معتمدية حفوز ب 1500 طن ثم معتمدية حاجب العيون فالوسلاتية. و أضاف أن المنتوج هذا العام لا يحمل أية أمراض مشيرا الى أن هناك سعيا لإدماج صنف بدري جديد بالقيروان وهو من الأصناف التي تتميز بجودة عالية والمتواجدة حاليا بسيدي بوزيد ، مؤكدا العمل على توسيع فترة الإنتاج الى شهري أفريل وماي. تراجع الإنتاج بسبب الأمطار.. أما فرج المرايدي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة بمعتمدية حفوز فقد أشار الى تراجع الصابة هذا العام بمعتمدية حفوز احد اهم المناطق انتاجا للمشمش الى حدود ال50 بالمائة مضيفا ان من بين الأسباب الأخرى غير تلك المناخية المرتبطة بأضرار نزول الامطار والبرودة، غياب العناية بهذا المنتوج وعدم توفير الادوية اللازمة على غرار «الأمونيتر» و»DAP في الوقت المناسب الذي تحتاج فيه الثمرة الى ذلك وهذا ما من شأنه أيضا التأثير على الإنتاج. وقال لطفي ضيفلاوي اصيل منطقة العين البيضاء بمعتمدية حفوز (فلاح وصاحب ضيعة مشمش مساحتها 4 هكتارات) أن الإنتاج هذا العام تراجع مقارنة بالسنة الفارطة، حيث بلغ السنة الفارطة انتاج ضيعته حوالي 80 بالمائة مقابل 30 بالمائة هذا الموسم . هذا التراجع وصفه مهندس الدائرة النباتية بدر الدين قريميط بالطفيف (16000 أي في حدود ال5 بالمائة) مرجعا ذلك الى الظروف المناخية المتقلبة التي شهدها موسم هذا العام . تراجع الأسعار وارتفاع المديونية.. أكد لطفي ضيفلاوي أن الأسعار عند تسليم المنتوج بسوق الجملة تراجعت هذه السنة الى 1000 مي وذلك مقارنة بالسنة الفارطة حيث بلغ الكيلو الواحد 2500 و3000 مي، أي أنه يتكلف على المواطن بحوالي 3000 مي تقريبا .. وفي نفس الاطار قال خالد الشطي وهو فلاح أصيل منطقة عين بومرة من معتمدية السبيخة أهم المناطق بالقيروان انتاجا للمشمش ، ان الأسعار هذا الموسم تراجعت بالنسبة الى الفلاح منددا بالخسائر التي ما انفك اغلب الفلاحين يتكبدونها أمام نقص اليد العاملة وضيق السوق سيما مع دول الجوار خاصة ليبيا، داعيا الجهات المعنية الى ترغيب الفلاح لا تنفيره من الاقبال على زراعة هامة وثمينة على غرار المشمش مضيفا أنه و" رغم الظروف التي مرّ بها صغار الفلاحين بمنطقة عين بومرة إلا أن مشمش السبيخه يغزو سوق بئر القصعة هذه الأيام " ويرجع هذا النقص الى المشاكل التي تعيشها المنطقة الى الآن والمتعلقة أساسا بمشاكل مياه الري والتي خلقت تخوفات لدى أغلب الفلاحين بمختلف المعتمديات من تلف الصابة. وتابع ضيفلاوي أن الفلاح يواجه في هذه الآونة مشاكل تأخر أصحاب المعامل ، والذين جلّهم من جهة الساحل ، لرفع المنتوج في وقته، ما أثر بشكل أو بآخر على سلامة نسبة هامة من المنتوج وتلفه. من جهته قال فرج المرايدي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة بحفوز ان هامش الربح لدى الفلاح في كل الحالات هو مخجل جدا هذا العام معلقا على ان «الرابح هو التاجر الذي يعمد الى بيعه الى المواطن ب3000 مقابل اقتنائه من الفلاح ب1000 مي و1400 مي مضيفا في ذات السياق ان هناك اثمانا بلغت ال 500 مي من مكانها تحديدا بمنطقة حفوز خيط الوادي والعين البيضاء. ويرتبط انتاج المشمش كغراسة رائدة بتكاليف ومصاريف هامة يتكبدها خاصة صغار الفلاحين الذين يواجهون ضائقة مالية هامة بسبب المديونية مع البنوك وأصحاب محلات بيع الادوية وغيرها فضلا عن تكاليف مياه الري. و يؤكد المرايدي أن الفلاحين لم يتحصلوا على المنحة المتعلقة بالمازوط منذ 2017 والتي تبقى ضعيفة جدا (72 مي للتر الواحد مقارنة بسعره (1580 مي) مطالبا بضرورة تسهيل عملية اسناد تراخيص كهربة الابار للنهوض اكثر بالقطاع. البحث عن أسواق خارجية جديدة وطالب الفلاحون بمزيد الحرص على تخطي الصعوبات التي تعترضهم وخاصّة البحث بكلّ جدّية ووفق تصور جديد عن أسواق خارجية جديدة من شأنها استيعاب أكثر ما يمكن من هذا المنتوج الفلاحي الذي ينضج بسرعة وغير قابل لملائمة الأجواء الساخنة بالجهة. كما اقترح البعض تركيز وحدات إنتاج خاصة بتحويل هذا المنتوج الفلاحي بالمنطقة الصناعية التي تنتظر المبادرات لتنشيطها وتفعيل دورها الصناعي والاقتصادي وكذلك تقريب المعامل من مراكز الإنتاج خاصة ان هذا القطاع الحيوي يشغل العديد من العائلات.