مثلت دورة 1989 لمهرجان المدينة بالعاصمة لحظة فارقة ومحطة بارزة في مسيرة نبيهة كراولي من خلال امتطاء زورق الموسيقى والغناء لأول مرة بعرض «القنطرة» مع العازف والملحن سمير الشيشتي بدار الأصرم. كانت سهرة فنية تراثية أصيلة كشفت خلالها نبيهة كراولي عن مخزون إبداعي تراثي مثلت فيه «القنطرة» محطة لتقديمه لمعالجة موسيقية جديدة. برزت نبيهة كراولي في تلك السهرة التراثية بحسّ إبداعي مرهف وقدمت أوراق اعتمادها صوتا تونسيا أصيلا عاشقا للتراث الفني معتزّا به مبرزا خصوصياته الإبداعية المتفرّدة. غنّت نبيهة كراولي «ريتك مرّة» و«مبروكة» و«إذا حبّوك ارتاح»... وغيرها من الأغاني التي أخذت طريقها الى الرواج وكسب رهان الانتشار الجماهيري. وكان على نبيهة كراولي الانتظار 26 سنة لتجدد العهد مع دار الأصرم في مهرجان المدينة، كان ذلك في دورة 2015 من خلال عرض «سيدات الغناء التونسي من 1900 الى 1960» عرض استعادت خلاله نبيهة ذكريات أول مشاركة لها في مهرجان المدينة وتوقفت فيه عند مطربات تميّزن وانفردن بشيء ما على امتداد مسيرتهن على مستوى اللباس والأغاني والحضور الركحي: شافية رشدي فتحية خيري، صليحة، حبيبة مسيكة وغيرهن. ولا بدّ من الإشارة في هذا المجال أن الشيخ امام كان من أول المشجعين لنبيهة كراولي حتى تمتطي زورق الغناء قبل أن تشارك مع أنور براهم في عرض «ليلة طائر» ثم «النوارة العاشقة» لكن تبقى «القنطرة» مع سمير الشيشتي في رمضان 1988 محطة البداية لمسيرة غنائية متفرّدة، التراث ركيزتها الأساسية وهي التي كانت لها تجربة فنية ناجحة مع الشاعر حسن المحنوش والملحن سليم دمق بعد ذلك وقد برزت معه من خلال أغاني ذات طابع بدوي أصيل: «محلاها كحلة الأنظار» و«طريق السلامة» وغيرها من الأغاني التي جعلت من نبيهة كراولي صوتا أصيلا متفرّدا في المدونة الغنائية التونسية. نبيهة كراولي كان لها حضور لافت في افتتاح سهرات مهرجان المدينة لرمضان هذا العام منذ أيام من خلال المشاركة في العرض الغنائي الصوفي « للا» لفرقة العازفات بقيادة الفنانة امينة الصرارفي.