عندما انطلق بث مسلسل شناب في سنة 1973 نال نجاحا منقطع النظير فقد أعجب جمهور المستمعين بتلك الشخصية الطريفة وقررت الإذاعة بث الجزء الثاني، ولما نجح هوأيضا اتفقت مع مؤلفه صلاح الدين البلهوان على مواصلة الكتابة، فتواصل بثه في شهر رمضان إلى سنة 1978 وبلغت عدد حلقات المسلسل 138 حلقة بالتمام والكمال … وللتاريخ فقد اقترح المختار حشيشة رئيس مصلحة التمثيل وقتها على المخرج حمودة معالي ثلاثة أسماء لتقمص دور شناب وهم : محمد بن علي والحطاب الذيب وعزالدين بريكة فنجح هذ الاخير في الاختبار أمام لجنة الاستماع . كما نجح » شناب » لأنه شخصية مذبذبة عاشت وسط مجتمعنا ونقل بأمانة ما يعيشه من متناقضات. ابتكار شخصية شناب أما عن ابتكار شخصية »شناب » فقد كشف مؤلف المسلسل صلاح الدين البلهوان انه استوحى تلك الشخصية من خلال معرفته لأحد العاملين بالميناء البحري بتونس ويدعى » الشلواح » فمواقفه وصرامته وتصرفاته وحركاته التلقائية » ونرفزته الجميلة » جعلت صلاح الدين البلهوان يسبح في الخيال ليبتكر شخصية » « شناب » كما أبدع المخرج حمودة معالي في إخراجها إذاعيا بطريقة كوميدية فنجح المسلسل طوال بث أجزائه في اقتلاع محبة جمهور وتفاعل المستمعين ومن منا لا يتذكر كلمات مثل : « اتك اتك « و «رول جيب عشاك «… وتوه نعوجك « « وباي باي ياحبيبي « و «خاطي خوك «… « ورخني منك « وغيرها من الألفاظ الأخرى التي اخترها المخرج بدقة لنحت شخصية شناب . نجم الاشهار وبعد النجاح الباهر في تلك الشخصية على مستوى الاذاعة تم اختيار المرحوم عزالدين بريكة من طرف احد البنوك الوطنية المتخصصة في المجال الفلاحي في اواخر السبعينات لإشهار احد منتوجاتها، بذلك اللباس التقليدي (البلوزة والزنار والشاشية التونسية ومشموم الفل ) وبالتالي فقد حقق نجوميته من خلال المصدح لا الشاشة . دار «شناب» رحم الله الممثل القدير عزالين بريكة الذي مرت 24 سنة على وفاته، فقد توفي يوم 3 جوان 1995 ودفن بمسقط رأسه مدينة رادس، وتخليدا لذكراه ازاح ابنه اللافتة القديمة للمنزل « الهناء » وعوضها بلافتة جديدة اسمها « دار شناب» لقد كان بالفعل شخصية فنية طريفة و»ضامرة » وإنسانا باتم معنى الكلمة .