انطلق محمد التريكي بكل حماس في تدوين نوبات المالوف... وكانت البداية بالاستماع لخانة موسيقية «المصدر» في نوبة معينة، ويتفق الجميع على صلوحية تلك الخانة ليكتبها بالترقيم الموسيقي، وبهذه الطريقة تمكن من تسجيل الترقيم الموسيقي للتراث الذي كان يتم تداوله بطريقة الرواية والحفظ وكانت «نوبة الأصهبان» اول نوبة كتبت وضبطت موسيقاها، وتم تقديم هذه النوبة في اول لقاء جماهيري مع فرقة المعهد الرشيدي بالمسرح البلدي.. وهذا الحفل كانت من ثماره رفع محمد التريكي وترقيته قائدا لتخت المعهد الرشيدي والمدير الفني بالرشيدية. واصل محمد التريكي بحماسه الفياض ترقيم بقية النوبات بحضور أعضاء اللجنة الفنية المتركبة من شيوخ الفن ورجالات المالوف، ثم ضبط وحصر موسيقى نوبات المالوف والتواشيح والازجال والاغاني العتيقة والفوندوات في الحضري والبدوي ويحفظ التاريخ الفني لمحمد التريكي دوره الريادي في التأمين وحفظ التراث الموسيقي التونسي من خطر الاندثار والذوبان والتشويه. ولم يقتصر نشاط محمد التريكي في المعهد الرشيدي على تسجيل التراث فقط، بل ادار فنيا تخت المعهد وقام بتدريس الموسيقى وتعليم العزف على آلة الكمنجة وقد تخرج على يديه الكثير من العازفين على هذه الالة، كما زود خزينة الأغاني التونسية في نطاق ألحانه التي قدمها لمطربات المعهد الرشيدي ومن بين هذه الأغاني التي لحنها وكان لها وقع كبير في عالم الفن والموسيقى اغنية « زعمه يصافي الدهر». كما لحن مجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية منها «عيون سود مكحولين» الى جانب دوره في انتشار وإبراز النوعية المميزة للأغنية التونسية المرتكزة على الايقاعات السريعة وسعى محمد التريكي على امتداد مسيرته التلحين في مختلف الأنماط والقوالب الموسيقية التونسية الاصيلة بدرجة أولى. ولمحمد التريكي آثار كثيرة في الوسط الفني التونسي من ذلك تخرج العديد من المطربين والمطربات الذين كان يمدهم بألحانه وبتوجيهاته ونصائحه الفنية الثمينة وله في التلحين كم كبير من الأغاني حافظ فيها على الأسلوب التونسي بين الأغاني والسماعيات والموشحات والغناء المسرحي. يتبع