احياء لذكرى وفاة الفنان محمد التريكي الموافقة ليوم27 فيفري 1998 تنظم وزارة الشؤون الثقافية مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بالتنسيق مع جمعية نادي ذكريات للموسيقى العربية وبالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى بتونس تظاهرة ثقافية بعنوان قراءات في اعماله وشهادات حول مسيرته الفنية وذلك يوم الثلاثاء 27 فيفري 2018 بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد. ولمزيد تسليط الضوء على هذه التظاهرة التكريمية التقت «الصباح» مع منسقها العلمي الدكتورانيس القليبي الذي سيساهم بمداخلة يقدم فيها تحليلا موسيقيا لأغنية»زعمة يصافي الدهر» التي غنتها الفنانة الراحلة فتحية خيري سنة1936 ثم تم تسجيلها بصوت الفنانة نعمة. والأغنية والكلام هنا لأنيس القليبي:»نابعة من معانات حقيقية وواقعية حيث احب الفنان محمد التريكي في شبابه فتاة وتقدم لخطبتها ولكن عائلتها رفضت طلبه لأنه فنان واشترطت اعتزاله الفن لتقبل به صهرا وهو ما لم يكن مقبولا بالنسبة اليه لأنه كان يعيش ويتنفس الفن. فشله في الارتباط بحبيبته سبب لها الحزن والمرض الذي ادى بها الى الموت فمرض حزنا عليها ثم لحن اغنية»زعمة يصافي الدهر» التي تبقى من اجمل وأعذب وأروع ما لحنه في حياته». وهذه الاغنية ستكون محور المداخلة العلمية الاولى في التظاهرة. ويعود اختيار انيس القليبي للاحتفاء بطريقته الخاصة بالبعض من منجز محمد التريكي حسبما صرح به ل»الصباح» الى تأكيده من ان هذا الرجل كان فنانا متكاملا كعازف كمنجة مبدع وكملحن فذ وكقائد فرقة متمكن وكمدرّس للكمنجة والصولفاج وأضاف القليبي:»لذا انا معجب به واعتبره نموذجا للفنان المبدع ورمزا في الموسيقى التونسية يجب الاحتفاء به وفسح مجالات تعريف الاجيال المتلاحقة به وبمسيرته الحافلة بالمنجزات الرائعة التي خلدت ذكراه وجعلته معلما.» ومن المنتظر ان يحضر هذه التظاهرة الدكتور محمد زين العابدين ومدير عام مركز الموسيقيى العربية والمتوسطية وآزر زين العابدين رئيس جمعية ذكريات للطرب الاصيل ومدير المهد العالي للموسيقى بتونس سمير بشة. ويتوزع برنامج التظاهرة على جلسة موسيقية يؤمنها الفنان هشام البدراني الذي سيعزف على آلة النايلوت بعض مؤلفات محمد التريكي، وتشفع هذه الجلسة بندوة تتوزع على اربعة جلسات يترأس الاولى الدكتور سمير بشة ويقدم خلال الدكتور انيس القليبي تحليلا موسيقيا لأغنية «زعمة يصافي الدهر»ويحاضر الاستاذ خليل الحفحوف حول»النبض الايقاعي في اعمال محمد التريكي ويقدم الباحث انيس الحمادي مداخلة عن»محمد التريكي: حياته ومقاربة لعلاقة اللحن بالنص الشعري في اغنية يا محرمتها». الجلسة الثانية سيترأسها الدكتور انيس القليبي ويحاضر خلالها الدكتور مكرم الانصاري عن « التحولات المشهدية الثقافية في تونس مطلع القرن العشرين ودورها في توجيه المسار الفني لمحمد التريكي وسيتحدث الدكتور محمد امين القاسمي عن خصائص الاداء لدى محمد التريكي من خلال تقسيم حجاز يكاه. وتخصص الجلسة الثالثة لتقديم شهادات حية عن الراحل لكل من نعمة ( فيديو ) والشاعر نور الدين صمود (فيديو) والفنانة سنية مبارك والسيدة نائلة التريكي حفيدة المحتفى به وتنتهي التظاهرة بعرض موسيقي تحييه جمعية ذكريات للطرب الاصيل على الساعة السابعة من مساء نفس اليوم. ويعد محمود التريكي حسبما ما هو منشور في الموسوعة التونسية:» احد دعائم الموسيقى والغناء في تونس، فهو أستاذ أجيال فنية، وجّهها مؤصّلا وواكبها مطوّرا، لأنّه تمكّن من ثقافة موسيقيّة أهّلته للتّعليم والتلحين والتأطير. ولد في 25 ديسمبر 1900 برادس، وزاول دراسته بتونس، ولكنّ انتماء أسرته إلى الطّريقة العيساويّة غلّب على مهجته الموسيقى فتعلّم الترقيم الموسيقيّ وأصول العزف على الكمنجة، وانطلق يغني ثقافته بالتعرّف إلى مشايخ الفنّ والمالوف. تعرّف إلى أحمد فيروز المصري وتعلّم عليه أدوار السيّد درويش، وصاحب خميّس الترنان فتأثّر بأصالته في أثناء اكتشافه للتراث التونسي. ثمّ تفرّغ للاحتراف الموسيقي عازفا على الكمنجة منذ سنة 1919، فشارك في عدّة فرق موسيقيّة، ثمّ كوّن مع خميّس الترنان فرقة انضمّت إليها جلّ مطربات العشرينات والثلاثينات من حبيبة مسيكة إلى حسيبة رشدي، وانتقل عدّة مرّات صحبة فرقته إلى ألمانيا لتسجيل إسطوانات في مؤسّسة «بيضافون»، واستقرّ معها فترة في باريس. وفي سنة 1935 دعاه مصطفى صفر مؤسّس الرشيديّة إلى الانضمام إليها، واتّفق معه على تدوين التّراث الشفوي من المالوف والأغاني، فضبط جلّ النوبات من أفواه الرّواة حسب التّرقيم الموسيقي، منقذا بذلك الجهد ذاكرة تونس الفنّيّة من التّلف، كما قاد فرقة الرشيديّة ودرّس بها الموسيقى والعزف على الكمنجة، فتخرّج على يديه جيل من العازفين. وزوّد خزانة الأغاني التّونسيّة بعدّة ألحان قدّمها إلى مطربات الرشيديّة وغيرهنّ. ولقد لحّن الأغاني والقصائد في مختلف المقامات مع المحافظة على الروح التّونسيّة إلى أن توفّي في سنة 1998.»