لم يلق مسلسل أولاد مفيدة ومسلسل علي شورب نفس الاهتمام الذي سجله المسلسلان العام الفارط والسبب الأساسي لهذا التراجع هو وجود أعمال أخرى اختطفت اهتمام المتفرج التونسي منها مسلسل المايسترو ومسلسل نوبة ومسلسل القضية رقم 406 ومسلسل مشاعر وسلسلة زنقة الباشا وسلسلة دار نانا. ماذا يعني هذا؟ هذه رسالة واضحة على ان الأبداع يفرض نفسه وأن الابتذال واستفزاز المشاهد باسم «الواقعية» لا يجد له موقعا عندما تتوفر أعمال محترمة تحترم المشاهد وتحافظ على الحد الأدنى، فموسم 2019 التلفزيوني تضمن أكثر من عمل محترم لذلك لم تلق الأعمال الأخرى أي حظ من الاهتمام. فيمكن أعتبار أعمال هذا العام أستثنائية إذ لأول مرة تشهد الدراما التونسية هذه النقلة النوعية فهناك آكثر من عمل يستحق الاهتمام والمطلوب اليوم هو مواصلة هذا التوجه بدعم المشاريع الجادة وتجاوز مرحلة أولاد مفيدة الذي لا يمثل مسلسلا فقط بل يمثل نموذج من نماذج الدراما التونسية التي يتم تسويقها بأسم الواقعية والتعبير عن حقيقة المجتمع التونسي في الوقت الذي يتم فيه تجاهل كل النماذج الناجحة التي تستحق ان تكون نموذجا في الكفاح من أجل التعليم والعيش الكريم والنجاح الدراسي والمهني لألاف الشبان التونسيين في شتى بقاع العالم الذين لا نراهم على الشاشات التونسية. رمضان 2019 منحنا الكثير من الأمل في أن نرى انتاجا تونسيا ناجحا ومتميزا فنيا.