ولد دياغو أرماندو مارادونا في لانوس جنوب العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لعائلة فقيرة وكان أكبر أخواته بعد ثلاث بنات ولديه أخوان هما هيوغو وإدواردو وكلاهما لاعبا كرة قدم محترفين. هذا الولد الشقي أدهش العالم وأذهل المتفرجين مثلما صدمهم بمغامراته وطيشه وسوء سلوكه. وطوال تاريخ كرة القدم لم يكن الرقم (10) يعنى لاعبا فذا وموهوبا ومجنونا مثلما كان الحال بالنسبة لهذا الساحر. وفي نظر الكثيرين نهايته كتبها بيده حتى أن البعض اعتبره النجم الذي قتل موهبته. الشقي الذي سخر منه الجميع يقول مارادونا عن حياته المبكرة أتذكر حينما كنت طفلا وفي يوم عاد والدي من العمل وكان يومها لم يتقاض ما يكفي لإطعام ثمانية أفراد كنا ننتظره بصمت لأنه لم يكن لدينا طعام لنأكل. الناس لا يمكنهم أن يفهموا ذلك وأعني بالخصوص أولئك الذين لم يتذوقوا الجوع يوما ما. نحن لم نحتفل يومت بعيد ميلاد لأحد منا لأننا لا نملك المال والأصدقاء والأقارب كانوا يمنحونك قبلة بمناسبة عيد ميلادك وتلك القبلة كانت بمثابة أكبر هدية. بدأت حياة ماردونا الرياضية مع مدرب فرق الشبان بنادي أرجنتينوس جونيورز «فرانسيسكو كارينخو» الذي يعود له الفضل في اكتشاف موهبته. وسرد المدرب في مقابلة قديمة مع إحدى الصحف الأرجنتينية قبل 24 سنة قصة اكتشافه موهبة أسطورة الكرة الأرجنتينية. ويروي كارينخو ملابسات لقائه مارادونا عندما جاء إليه لاعب من الفريق يدعى «جويو كاريسو» يخبره عن صديقه ابن حي فيلا فورييتو الذي يجيد لعب كرة القدم أفضل منه. واضاف: «رأيت طفلا صغير الحجم يريد أن يلعب كرة القدم، ولم اقتنع به في البداية لكن بمجرد أن بدأت الاختبارات شعرت بالصدمة، فالطفل صغير الحجم الذي لم يتم عامه التاسع بعد، يلعب مثل الكبار وبمهارة لافتة». وأكد كورنيخو أنه لم يصدق عمر مارادونا المعلن، وقال: «اعتقدنا بأنه قزم ويخدعنا فيما يخص عمره وطلبنا منه إحضار شهادة ميلاده للتأكد من عمره، ولكنه قال بانه لا يحملها معه ما أكد شكوكنا حول كذبه في هذا الشأن وقتها، ولكنه ذهب وعاد فيما بعد بشهادة ميلاده لنقرر في تلك اللحظة تكريس وقتنا بالكامل له». الإدمان قتل موهبته قصة مارادونا مع الإدمان بدأت عام 1991، بعدما ثبت تعاطيه لمادة الكوكايين أثناء فترة لعبه في نابولي الإيطالي، وتم إيقافه آنذاك لمدة 15 شهرا من قبل الاتحاد الإيطالي لكرة القدم. وخلال كأس العالم 1994 التي أُقيمت في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تم تغريمه بسبعين ألف دولار، وترحيله من هناك بعد ثبوت تعاطيه مادة الإيفيدرين، إلا أنه لم يستطع التخلص من الإدمان سوى عام 2004، بمساعدة ابنتاه دالما وجانينا.