نهج باب سويقة هو أحد الأنهج الستة التي تشكل حزاما بيضويا يحيط بمدينة تونس العتيقة، وتلك الأنهج هي بالإضافة إلى هذا النهج، أنهج المنجي سليم والجزيرة وباب جديد وباب منارة وباب البنات. وينطلق هذا النهج من باب قرطاجنة ثم يتجه غربا نحو بطحاء باب سويقة، وينعطف بعد ذلك باتجاه شارع باب البنات لينتهي في مستوى نهج الباشا. كان هذا النهج في الفترة الاستعمارية أحد أهم الأنهج بالنسبة للحركة الوطنية، إذ انتصبت فيه مكاتب الزعماء الحبيب بورقيبة، وصالح بن يوسف والمنجي سليم، وغيرهم. وقد شهد العديد من المظاهرات في فترات مختلفة. كما كان يشهد نشاطا ثقافيا متميزا، إذ ظهر فيه المقهى الثقافي مقهى جماعة تحت السور الذي أنجب عددا من أهم رموز الفن والثقافة التونسية خلال الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين. كما كانت توجد فيه صالة الفتح التي كانت تقام بها الحفلات لعديد الفنانين من ذلك صالة الفتح التي فتحت أبوابها لتحتضن سهرات شهر رمضان الفنية والابداعية التونسية الاصيلة في تنفيذ موسيقى لفرقة المنار بقيادة عازف الكمنجة الشهير الراحل قدور الصرارفي. كان برنامج السهرة متنوعا يجمع بين الغناء والموسيقى واللوحات الفرجوية الراقصة لبالي إيطالي يحمل اسم «تشي تشي». وللفكاهة حضورها في السهرة من خلال الفنان الهزلي محمد الحداد. أما الفقرة الغنائية فيؤثثها الفنانون: الهادي المقراني ومحمد لحمر ونور السلطان والجزائري أحمد وهبي. ويمثل علي الرياحي النجم الأول لسهرات رمضان في صالة الفتح على اعتبار أنه يقدم في كل سهرة 10 أغان... أغنيات يطرب بها الساهرون على اعتبار أن علي الرياحي يعتبر مجددا في ألحانه من حيث هي إحياء لروح أصيلة كادت تتلاشى وتندثر وكان مجددا في نبراته من حيث هي تصرّف بتقاليد كانت تحجرت فأعاد إليها نضارتها وحرّك معينها وعالج خفي أسبابها.... أما بالنسبة للهادي المقراني الذي كان رفيقا لعلي الرياحي في سهرات رمضان بصالة الفتح أواخر الخمسينات، فهو من مواليد العاصمة وكان والده يدير مقهى بباب الجزيرة حفلا أسبوعيا لكل من الهادي الجويني وحسيبه رشدي وفتحية خيري.