يعود تاريخ تأسيس مقهى «الشواشين» إلى نهاية القرن التاسع عشر، وهو فضاء يستقطب أهل الفن والثقافة والأدب، كما يعدّ مقهى الشواشين من الأماكن الأكثر حيوية في المدينة العتيقة، فالحركة لا تهدأ به بسبب كثرة زواره الذي يأتونه من مختلف نواحي العاصمة تونس بالإضافة إلى توافد السياح الذين يكملون زيارتهم «للمدينة العربي» بالجلوس في هذا المقهى. وأكدت دراسات ان الشيوخ وعلية القوم من سكان المدينة العتيقة في الماضي البعيد يفضلون الجلوس في مقهى الشواشين للاستماع إلى أغاني المالوف والإنشاد الصوفي التي كانت تميّز ليالي رمضان وأسواق المدينة العتيقة ومقاهيها العريقة، فهذه السهرات تستقطب الكثير إلى حد الآن خاصة في فصل الصيف، كما يشهد المقهى العديد من التظاهرات الثقافية المتعلقة بأصالة المدينة العتيقة أو الموروث التقليدي التونسي. ويؤكد باحثون ان مقهى الشواشين من المقاهي القديمة في تونس والأشهر على الإطلاق بالمدينة العربي، وهو من بين الاماكن المفضلة جدا لكل الزوار من تونس وخارج تونس، فهو يمكن الحريف من الاستمتاع بالجو الجميل والاستماع إلى الموسيقى التونسية والانشاد الصوفي، فهو فضاء يجمع بين مختلف الموروثات الثقافية التونسية. وقد ارتبط هذا المقهى بسوق الشواشين، ففي قديم الزمان لم تكن هناك مقاه بالمعنى والشاكلة التي عليها مقاهي هذه الأيام، بل كانت القهوة والشاي يقدّمان إلى أصحاب الصنائع على غرار الشواشين والذهب والصوف وغيرهم. وتتكون منطقة الشواشين من ثلاثة أسواق هي «السوق الحفصي»، «السوق الصغير» والسوق الكبير»، وتم بناء السوقين الأخيرين من قبل حمودة باشا الحسيني بين عامي 1782 و1814. والشواشين هي نسبة للشاشية (قبعة تقليدية) أتى بها إلى البلاد التونسية المهاجرون القادمون من الأندلس.