للسيد عبد اللطيف الزرداري ذكريات لا تنسى مع الشهر الكريم شهر رمضان المعظم وبخصوص هذه الذكريات قال: قضيت سنوات طفولتي وشبابي وكهولتي بسوق الشواشين وها أنذا على أعتاب الشيخوخة. هذه السنوات الطويلة من عمري تختزل كمّا هائلا من الذكريات الجميلة لتفاصيل رمضانية خاصة اندثر معظمها ولم يصمد منها سوى السهرات الرمضانية الرائقة بقهوة الشواشين وخاصة خلال العشر الأواخر من شهر الصيام. وأضاف محدثنا قائلا: مع كل سنة يفقد سوق الشواشين جانبا من بهرجه ويعود ذلك الى الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي مرّت بها تونس خلال العقود الثلاثة الأخيرة حيث غاب التراحم والتحابب والأجواء الحميمية التي كانت تميّز المدينة العتيقة أيام طفولتي وشبابي. فقد كان سوق الشواشين أكثر حيوية والحركة فيه لا تهدأ وكان الشيوخ وعلية القوم من سكان المدينة العتيقة يفضلون الجلوس في مقهى الشواشين للاستماع الى أغاني المالوف والانشاد الصوفي التي كانت تميّز ليالي رمضان وأسواق المدينة العتيقة ومقاهيها العريقة. لكن وخلال العقود الماضية غابت هذه الاجواء ولم يبق منها سوى الاجواء المميّزة التي تشهدها مقهى الشواشين في العشر الأواخر من شهر الصيام ولذلك فإننا نأمل ان تنقذ سهرات مقهى الشواشين الشاشية التونسية من الركود المفزع الذي تعيشه منذ أكثر من نصف عام ونرجو ان تعود الروح القديمة لسهرات مقهى الشواشين حتى تظل صامدة الى الأبد بتاريخها المجيد وما تختزله بين جدرانها من ذكريات وجمال ساحر.