تحظى الموسيقى الرّوحية والصوفية بنصيب الأسد في مهرجان المدينة الذي يحرص القائمون عليه على أن تتماشى عروضه مع النكهة الدينية لشهر رمضان. وفي سهرة 17 اوت 2010 في المسرح البلدي سافر الجمهور في رحلة إلى عالم الموسيقى الصوفية الإيرانية مع المنشد الصوفي عباس بختياري وفرقة «بويا» الصوفية الإيرانية. ما يعرف عن الموسيقى الايرانية التي يعود عمرها إلى قرون طويلة. أن إيران وموقعها الجغرافي في القارة الآسيوية جعلا الموسيقى ملتقى للألحان الشرقية والغربية. الموسيقى الفارسية تتهادى بين الكثير من الثقافات التي تجمعها حضارة واحدة، كموسيقى الأكراد وموسيقى البُلوش والترك والتركمان وغيرهم، فلكلِّ عرق موسيقاه التي يعتزّ بها ويعزفها بآلاته الخاصة به. تشتهر الموسيقى الايرانية بنوعَيْن، الأول يُعرف بالموسيقى التقليدية، وهي قالب من الموسيقى الإيرانية، وكلّ الآلات التي تُستعمل في عزفها آلات تقليدية أو إيرانية الأصل. أما النوع الثاني فهو موسيقى البوب التي إمّا تكون كلّ آلاتها ذات نمط غربيّ وإنما تكون مزيجا من الآلات الغربيّة والتقليدية. مع اندلاع الثورة الإيرانية عام 79، اشتهرت الأغاني الثورية الايرانية، وأدت الموسيقى الثورية دوراً بارزاً في التعبير عن الضمير الجماعي في الاحتجاجات التي رافقت الثورة ضد الشاه. الموسيقى الإيرانية الحديثة تجمع بين أنماط موسيقية غربية مختلفة محافظة على جذورها الفارسية، فيختلط الجاز والريغي والروك والفلامنكو والراب والهيب هوب مع الموسيقى الفارسية والآلات التقليدية كالرق والسنطور والدومباك والناي والدف. ولا بد من الحديث عن الشعر الإيراني مع اندلاع الثورة الإسلامية الذي أدى دوراً بارزاً في نضال الشعب الإيراني ضد حكم الشاه، ووجد آفاقاً رحبة له في ظل الثورة أهداف الشعر تغيرت لدى الشاعر الإيراني المعاصر كباقي شرائح المجتمع الذين أصبحت لهم توجهات جديدة في ظل معطيات الواقع السياسي الجديد، ويبقى رغم كل المتغيرات الحضور المتوهج للموسيقى والأنغام الصوفية والروحية في التظاهرات والمناسبات والاحتفالات الدينية ولا ادل على ذلك مشاركة الفرق الموسيقية الصوفية في عديد دورات مهرجان المدينة بتونس خلال فترة الثمانينات والتسعينات بدرجة أولى .