أحيت حوالي 30 دولة حول العالم تظاهرات مليونية احتفاء بيوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وذلك في وقت تستعد فيه أمريكا لطمس القضية الفلسطينية. عواصم (وكالات) ودعت منظمات وأحزاب وقوى وجمعيات لتنظيم مسيرات شعبية للتعبير عن دعمها للقدس وللقضية الفلسطينية، ورفضها لصفقة القرن التي يتوقع تدشينها نهاية الشهر الجاري في البحرين. وانطلقت أولى مسيرات يوم القدس من اندونيسيا وماليزيا وإيران والعراق، وشاركت فيها 19 مدينة هندية، و24 مدينة باكستانية. فيما أقيمت مراسم يوم القدس العالمي في 12 ولاية أمريكية، وثمانية بلدان أوروبية، و11 دولة في أفريقيا، بالإضافة إلى سيدني ومالبون في أستراليا. وفي ايران انطلقت صباح امس المسيرات مليونية ليوم القدس العالمي في كافة مدن الجمهورية الاسلامية الايرانية وخرجت جماهير الشعب في طهران ومختلف محافظات البلاد وشارك كبار المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وفي فلسطين المحتلة أفادت تقارير اعلامية بأن أكثر من ربع مليون فلسطيني شاركوا في صلاة يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان في القدس. وعلى الرغم من العراقيل التي يضعها الاحتلال ادى عشرات الالاف الصلاة في مسجد الاقصى المبارك في الجمعة الاخيرة من شهر رمصان المبارك، وقد كثفت قوات الاحتلال من تعزيزاتها العسكرية عند أبواب ومداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى وانتشر المئات من الجنود الصهاينة في الشوارع وأغلقوا منطقة باب العامود في القدس بشكل كامل وحولهّا إلى ثكنة عسكرية. وفي اليمن وبرغم الظروف الأمنية توافد آلاف اليمنيين للمشاركة في إحياء يوم القدس العالمي في العاصمة صنعاء واثنتي عشرة محافظة أخرى. وفي العراق شهدت العاصمة بغداد اضافة الى مدن اخرى مسيرات حاشدة في يوم القدس العالمي وردد المشاركون شعارات تؤكد على اهمية القدس وتندد بالسياسات العدوانية تجاهها. وفي سوريا شهدت محافظة دمشق مسيرة حاشدة احياءً ليوم القدس العالمي انطلقت من مدخل سوق الحميدية وصولاً الى المسجد الاموي وردد خلالها المشاركون شعارات تؤكد ان القدس والجولان ستبقيان عربية الهوى والانتماء. أما في الجزائر فإنّ المشاركين في الحراك الشعبي رفعوا الأعلام الفلسطينية وشعارات تنادي بتحرير القدس. من جهة أخرى رغم تطمينات واشنطن، يبدو أن تطورات المشهد السياسي في الكيان الصهيوني، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتخابات جديدة للكنيست، توجه ضربة قد تكون فتاكة إلى «صفقة القرن» الأمريكية. ورغم أن مسؤول في الخارجية الأمريكية أكد لوسائل الإعلام التزام واشنطن، مهما كانت التطورات في الكيان الصهيوني، بخطتها عقد «ورشة العمل الاقتصادية» في البحرين الشهر المقبل كأول خطوة ضمن إطار تطبيق «صفقة القرن»، إلا أن التساؤلات الجدية القائمة تخص بالدرجة الأولى الجانب السياسي من الخطة الذي لم يحدد موعد إعلانه بعد. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن جاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصل القدس الليلة قبل الماضية كي يبحث تفاصيل مؤتمر البحرين مع رئيس وزراء صهيوني يبدأ ولايته الجديدة، لكنه يلتقي بدلا عن ذلك رجلا مضطرا إلى تخطيط ثاني حملة انتخابية منذ بداية العام في مسعى للحفاظ على الحكم، في وقت أصبحت فيه «الورشة الاقتصادية» بعيدة عن أي أجندة سياسية. وأوضحت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الإدارة الأمريكية ستؤجل، على الأرجح، الإعلان عن «صفقة القرن» بالكامل مرة أخرى حتى الانتخابات الصهيونية الجديدة المقرر إجراؤها في 17 سبتمبر، لكن حتى إذا تمكن نتنياهو من تكرار نجاحه الانتخابي وتشكيل حكومة جديدة فإن هذه الحكومة لن تبدأ العمل حتى أكتوبر على الأقل، وحتى ذلك الحين سيكون ترامب منخرطا في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2020 ولن يكون بوسعه تقديم أي ضمانات طويلة الأمد باسم الولايات المتحدة.