القدس المحتلة (وكالات): تواترت الأحداث على المستويين الرسمي والشعبي بشكل متسارع في مختلف العواصم العربية والإسلامية والدولية عقب إعلان الرئيس الأمريكي قراره الاستفزازي بالتنازل عن القدس لفائدة الكيان الإسرائيلي وإقرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.. وقد توجهت دولة فلسطين أمس بشكوى ضد الولاياتالمتحدة الأميركية، لدى مجلس الأمن الدولي، ردا على اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأوضح المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، السفير رياض منصور، أن القائمة بالأعمال بالإنابة السفيرة فداء ناصر، بعثت رسائل متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر اليابان، وللأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة. وأشارت في الرسالة، إلى أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مخالف لقرارات مجلس الأمن و»الإجماع الدولي طويل الأمد»، داعية مجلس الأمن إلى «معالجة المسألة الحرجة دون تأخير والعمل بسرعة على الوفاء بمسؤولياته»، وفق ما ذكرت وكالة «وفا». وطالبت الرسالة المجتمع الدولي بضرورة إعادة التأكيد على موقفه الواضح والقانوني بشأن القدس، وعلى رفضه جميع الانتهاكات التي تمس بهذا المركز القانوني من أي كان ومتى كان، وحثته على المطالبة بإلغاء القرار الأميركي. مظاهرات شعبية تجتاح دولا عربية وإسلامية وانتظم آلاف المصلين في مسيرة حاشدة برحاب المسجد الأقصى المبارك عقب انتهاء صلاة الجمعة، احتجاجاً على إعلان «ترامب» الخاص بمدينة القدس، وسط هتافات ضد الولاياتالمتحدة و»ترامب»، ونُصرة للقدس والمسجد الأقصى. وقال شهود عيان إن آلاف المصلين انطلقوا بمسيرتهم الحاشدة وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، باتجاه البلدة القديمة من جهة باب الناظر «المجلس» مخترقة أسواق القدس القديمة باتجاه باب العامود والتي يحتشد فيها مئات الشبان لاستقبال المسيرة والاندماج بمسيرة موحدة رفضاً للإعلان المشؤوم. وقد أصيب عدد كبير من الشبان، خلال محاولة قوات الاحتلال قمع تجمعات المواطنين في «باب العامود» وهو أحد أشهر أبواب القدس القديمة. وأفاد مراسلون باعتداء قوات الاحتلال بالضرب وبالقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة على المواطنين في المنطقة، وقد اضطرت قوات الاحتلال إلى إغلاق الشارع الرئيسي الواصل بين بابي العمود وباب الساهرة مرورا بشارع السلطان سليمان، والتي باتت مسرحا لمواجهات الكر والفر بين الشبان وقوات الاحتلال. وقد اعتقل الاحتلال عددا من الشبان غربي القدس، وسط أجواء متوترة تتصاعد حدتها في المنطقة. وشارك آلاف الفلسطينيين من القدس المحتلة وضواحيها وداخل أراضي ال48م، وعدد كبير من المسلمين من جنسيات أجنبية، أدوا صلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصى، رغم إجراءات الاحتلال المشددة، والحصار العسكري المشدد الذي يفرضه على القدس العتيقة ومحيطها. وفرضت سلطات الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر الجمعة حصاراً مشددا وسط المدينة المقدسة، وبلدتها القديمة، ومحيط المسجد الأقصى، وتم نشر تعزيزات إضافية من عناصر وحداته الخاصة في المدينة، وسيّر دوريات راجلة داخل القدس القديمة وعلى بواباتها، وأخرى مشابهة خارج سور القدس جنباً إلى جنب دوريات محمولة وخيّالة، فضلاً عن نصب حواجز عسكرية وشُرطية في الشوارع والطرقات وتحليق منطاد راداري استخباري وطائرة مروحية في سماء المدينة. وفي العالم... كما اجتاحت مظاهرات عارمة عدداً من المدن والعواصم العربية والإسلامية احتجاجاً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. وقد تظاهر الآلاف بعد صلاة الجمعة في مسجد الأزهر في العاصمة المصرية القاهرة، مرددين هتافات مناهضة لترامب ولإسرائيل، كما دعوا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية. وفي العاصمة الأردنية عمان، خرجت مسيرة احتجاجية تضامنا مع الفلسطينيين. وهتف متظاهرون في العاصمة الإيرانية طهران «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل»، وأحرقوا أعلام البلدين. كما خرج الآلاف من المؤيدين للقضية الفلسطينية في مدينة إسطنبول التركية بعد صلاة الجمعة في مظاهرة حاشدة، ورددوا شعارات من بينها «القدس لنا وستبقى كذلك». وفي ماليزيا، ردد المتظاهرون شعارات مناهضة لترامب وللسياسة الأمريكية أمام مقر السفارة في العاصمة كوالالمبور. كما خرج المئات من المتظاهرين في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وارتدى بعضهم الأوشحة والأعلام الفلسطينية. وخرجت مظاهرات مماثلة في دكا عاصمة بنغلاديش وذلك في اليوم الثالث على التوالي من هبة الغضب الشعبي الرفض الفلسطيني لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. نائب ترامب غير مرحب به في الضفة وكان البيت الأبيض حذر السلطة الفلسطينية من مغبة إلغاء اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في وقت لاحق من الشهر الجاري ردا على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال البيت الأبيض إن «خطوة مثل هذه ستأتي بنتائج عكسية». وقال جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن بنس الذي سيقوم بجولة في المنطقة، غير مرحب به. وتأتي تحذيرات البيت الأبيض في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات في الضفة الغربية وقطاع غزة بين محتجين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية. ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى مظاهرات «غضب ونفير عام» عقب صلاة الجمعة. وكان رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، قد دعا إلى «انتفاضة جديدة» ردا على إعلان ترامب. وكان ترامب قد أعلن اعتراف الولاياتالمتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ووصفه هذا التحرك بأنه «خطوة متأخرة جدا» من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم. وأكّد ترامب في الوقت نفسه أن الولاياتالمتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون. وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. القرارات الأممية بشأن القدس منذ نشأة دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 وحتى قبل إعلانها بشكل رسمي دأبت جميع قرارات الأممالمتحدة على التأكيد أن القدس مدينة دولية ذات مركز قانوني خاص. القرار رقم 181 لسنة 1947 أول قرار من الأممالمتحدة بشأن القدس في نفس ذات القرار المنشئ لدولة إسرائيل، وصدر بتاريخ 29 نوفمبر، ونص على أن تدويل القدس هو الطريقة المثلى لحماية المقدسات الدينية، كما نص على تقسيم فلسطين إلى دولة عبرية وأخرى عربية. القرار رقم 252 لسنة 1968 أكد المجلس أن الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري غير مقبول، معربًا عن أسفه لفشل إسرائيل في الامتثال لقرارات الجمعية العامة. واعتبر المجلس أن جميع التدابير التشريعية والإدارية والإجراءات التي تميل إلى تغيير الوضع القانوني للقدس باطلة، ولا يمكن أن تغير هذا الوضع، داعيًا إسرائيل على وجه الاستعجال إلى إلغاء جميع هذه التدابير التي اتخذت بالفعل والكف فورًا عن اتخاذ أي إجراء آخر يميل إلى تغيير وضع القدس. القرار رقم 267 لسنة 1969 اعتمد بالإجماع في 3 جويلية ، وأعاد التأكيد على القرار 252، حيث دعا إسرائيل إلى إلغاء تدابير ضم القدس الشرقية بعد حرب 1967. القرار 446 لسنة 1979 أقر أن سياسة إسرائيل وممارساتها في إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 ليس لها أي شرعية قانونية. القرار رقم 465 لسنة 1980 دان قانون القدس، الذي أعلنت فيه إسرائيل أن القدس هي عاصمة إسرائيل «الكاملة والموحدة»، معتبرًا أن هذا القانون الإسرائيلي يعد انتهاكًا للقانون الدولي. ونص القرار على أن المجلس لن يعترف بهذا القانون، داعيًا الدول الأعضاء إلى قبول قراره ومناشدتها سحب بعثاتها الدبلوماسية من المدينة. القرار 1322 لسنة 2000 نص على أن إسرائيل يجب أن تحترم الأماكن المقدسة، كما دان التصرفات الاستفزازية من الجانب الإسرائيلي في الحرم القدسي الشريف. القرار رقم 2334 لسنة 2016 نص على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وطالب إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967. آلاف يشاركون في مظاهرة احتجاجية في شيكاغو شيكاغو (وكالات) شهدت مدينة شيكاغو الأمريكية، مظاهرة احتجاجية واسعة ضد قرار الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس الفلسطينية، عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب. وشارك آلاف الأشخاص في المظاهرة التي انطلقت من مركز شيكاغو، الخميس، ثم انتشرت على نطاق واسع في الشوارع الرئيسية، رافعين العلم الفلسطيني، رغم درجات الحرارة المنخفضة. وحمل المتظاهرون لافتات تطالب الولاياتالمتحدة الأمريكية وإسرائيل بعدم التطاول على مدينة القدس المحتلة، وأخرى تُشدّد على ضرورة رحيل الرئيس ترامب ونائبه مايك بنس. وردّد المشاركون، هتافات ضد القرار الأمريكي، مثل «الحرية لفلسطين» و»القدس ليست عاصمة إسرائيل، بل هي عاصمة فلسطين» و»يسقط ترامب». وانتهت المظاهرة أمام القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو، وسط تدابير أمنية مكثّفة، دون حدوث مشاكل أو أعمال شغب. التشيك تنفي عزمها نقل سفارتها إلى قدس.. أكدت التزامها بسياسة الاتحاد الأوروبي القدس المحتلة (وكالات) أكدت جمهورية التشيك، التزامها بسياسة الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ووضع مدينة القدس، التي تعتبرها لجنة الشؤون الخارجية، التابعة للاتحاد الأوروبي، عاصمة مستقبلية لدولتين، هي دولة إسرائيل ودولة فلسطين، حسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية التشيكية. وفي أحدث رد فعل عالي المستوى، ينتقد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، صرح رئيس الوزراء التشيكي المكلف آندريه بابيش، الجمعة، «أن فكرة نقل السفارة التي طرحها ترامب ليست جيدة، لأننا نرى ردود الفعل عليها، ونحن بلد صغير، وعلى البلدان الكبيرة، أن تسعى من أجل الهدوء والسلام، أن تكافح ضد نشوء أوضاع، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع نزاعات واحتجاجات، ولا سمح الله أعمال قتل»، مؤكدا على الحاجة إلى عدم إثارة نزاعات أخرى في الشرق الأوسط. من جهته؛ قال وزير الخارجية التشيكي، لوبومير زاؤوراليك، في تصريح منفصل لقناة التلفزة الرسمية العامة، تعقيبا على اللغط المثار حول اعتراف جمهورية التشيك، بالقدس عاصمة لإسرائيل، أسوة بالخطوة الأميركية، «نحن مستعدون وقادرون، على الإدراك بأن القدس عاصمة ممكنة لدولتين، ولا زلنا نفترض أن الأمر يدور حول حل سلمي، نريد أن يتوصل إليه الطرفان». واستبعد المصدر أي احتمال لنقل السفارة التشيكية من تل أبيب إلى القدس، مشيرا إلى عدم وجود أي رغبة أو قدرة تشيكية على ذلك، بعكس ما يروج الإعلام الإسرائيلي، متهما إسرائيل بممارسة خداع إعلامي للرأي العام الإسرائيلي والدولي، يرافقه خداع دبلوماسي من خلال الإيحاء لبعض الدول، عن تبني دول أخرى لمواقف لم تحصل أصلا». فرنسا: أمريكا عزلت نفسها من عملية السلام في الشرق الأوسط باريس (وكالات) قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس الجمعة، إن الولايات استبعدت نفسها كوسيط في عملية السلام بالشرق الأوسط بعد اعتراف رئيسها دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال لو دريان لراديو (فرانس إنتر) «أسمع البعض، ومنهم السيد تيلرسون (وزير الخارجية الأمريكي)، يقولون إن الأمور ستحدث في وقتها وإن هذا هو وقت المفاوضات، حتى الآن كان بوسعها (الولاياتالمتحدة) أن تلعب دور الوساطة في هذا الصراع لكنها استبعدت نفسها بعض الشيء، الواقع أنها تقف بمفردها وبمعزل في هذه القضية». الجامعة العربية تطالب بتجميد قرار ترامب القاهرة (وكالات)- ناشدت جامعة الدول العربية زعماء العالم المحبين للسلام الإسراع بالتواصل مع الولاياتالمتحدة الأميركية لتجميد تطبيق الخطوة المشؤومة (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل)، داعية الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين أن تقوم بذلك دون إبطاء». وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ان إعلان الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، مخالفا قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي الذي لا يعترف بسيادة إسرائيلية على المدينة. وشددت الجامعة العربية على أن توجه الرئيس الأميركي مرفوض عربيًا بشكل كامل، وسيُمثل ضربة للعلاقات العربية الأميركية وللدور الأميركي كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيُزعزع ثقة الأطراف العربية في حيادية الطرف الأميركي ويزور وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون باريس اليوم للمشاركة في اجتماع دولي بشأن لبنان وسيجرى محادثات ثنائية مع لو دريان.