تعتبر تونس العاصمة المدينة السياحية الأولى في البلاد، إذ تتشابك فيها مظاهر الأصالة والتطور، فتحافظ على مدينتها القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي، لتطالعنا بعد ذلك المدينة العصرية التي تمّ تشييدها في بداية القرن العشرين. في تونس كثيرة هي الأماكن التي كونت إرثاً ثقافياً مميزاً. اخترنا لكم أجمل مقاهيها التي يجب زيارتها، لما تتميز به من جمال في التصميم، وخصوصيات فنية أصيلة وعراقة تاريخية. كانت بداية مقهى حمودة باشا قصرا تم تشييده في منتصف القرن التاسع عشر في مدينة تونس العتيقة، من قبل السلطان حمودة باشا المرادي، ويتم الدخول إليه عبر ممر، تليه سقيفتان متعرجتان لعزل الفناء عن النظرات الفضولية والضوضاء. بعد عبور هذا الممر نجد فناءً به تناوب الأسس في الأقواس وسواكف الأبواب والنوافذ وأرضية مبلطة بالرخام الأبيض الآتي من إيطاليا مقهى حمودة باشا كان قبلة الشيوخ والفنانين في ليالي رمضان للتسامر وعقد الصفقات الفنية والاتفاقيات حول احياء الحفلات الخاصة من ختان وخطوبة . تفيد احدى القصص ان وراء إنشاء المقهى السلطان الذي أمر بتشييد هذا المنزل الجميل لتقيم عشيقته المفضلة قربه، لكن مصادر أخرى تنفي هذه الرواية، وتقول إن من سكنت المنزل كانت الأميرة عزيزة عثمانة، التي كانت زوجة حمودة باشا . يذكر ان عزيزة عثمانة ولدت في النصف الأول من القرن السابع عشر وتوفيت سنة 1669 وهي أميرة تونسية من أصل تركي عثماني عرفت بإحسانها، عاشت بمدينة تونس، وقد عرّفها حسن حسني عبد الوهاب بأنها بنت أبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان داي الذي حكم البلاد التونسية فيما بين 1593 و 1610. ومن هنا جاءت شهرتها بعثمانة. تزوجت من حمودة باشا المرادي، وأدت فريضة الحج، وعند عودتها أعتقت ما لديها من عبيد، ثم اتجهت إلى الأعمال الخيرية.