أسدل الستار على موسم رمضان 2019 الذي كان كالعادة حافلا بعشرات الأعمال الدرامية والكوميدية على مختلف الفضائيات العربية ومنها التونسية تونس - الشروق لأوٌل مرّة منذ أن عرفت تونس التعددية التلفزيونية وظهور الفضائيات الخاصة قبل حوالي خمسة عشرة عاما بانطلاق قناة حَنْبعل ، تحقق الأعمال الرمضانية التونسية درجة عالية من الرضا لدى المشاهدين فهناك أكثر من عمل حقق رضا المشاهدين على أكثر من فضائية ولأول مرّة أيضا منذ أن بدأت التلفزة التونسية الانتاج الدرامي يحقّق التونسيون حضورا عربيا لافتا . فقناة قرطاج + وهي قناة تونسية خاضت تجربة الانتاج العالمي ( عربي وتركي ) بمسلسل مشاعر الذي تم تصوير الجزء الأكبر منه في تونس كما شارك فيه عدد من الممثلين والتقنيين التونسيين مثل هشام رستم ومريم بن حسين ومهذب الرميلي وأحمد الأندلسي وغيرهم وبث المسلسل الذي يفترض أن يكون في مائة حلقة في عديد المحطّات الخليجية والعربية وهذا مكسب للانتاج التلفزيوني التونسي . ومسلسل مشاعر ليس الإنتاج التونسي الوحيد الذي يبث خارج تونس فرؤوف كوكة أنتج وأعد سلسلة الكاميرا الخفية للقناة الليبية ليبيا 218 ونجحت السلسلة التي تم تصويرها في تونس في شد المشاهدين وأثارت الكثير من الجدل في أوساط الليبيين في ليبيا والمهاجر التي يتوزع بينها الليبيون . المخرجون والممثلون حافظ شوقي الماجري على حضوره كمخرج مثير للجدل في الشارع السوري بمسلسل "دقيقة صمت" الذي اهتم بالجرح السوري النازف منذ ثماني سنوات وقد تم تصوير المسلسل في سوريا وتم بثّه على عديد القنوات السورية والخليجية خاصة ، أما نصرالدين السهيلي فقد تم انتخاب مسلسله أولاد الحلال الذي كتبت له السيناريو رفيقة بوجدي كواحد من أفضل الأعمال الجزائرية في السنوات الأخيرة وحصد السهيلي حظوة غير مسبوقة في وسائل الاعلام الجزائرية ولم يتخلف الممثلون التونسيون عن ركب النجاح فمسلسل زنقة الريح الذي تم تصويره بالكامل في تونس شارك فيه مجموعة من الممثلين أكدوا على ما تزخر به تونس من طاقات مثل فرحات دبّش وبهرام علوي وأكرام عزوز وحسام الساحلي وغيرهم . عقدة المحلية ؟ ما الذي ينقص الدراما التونسية لتتجاوز محليتها طالما يملك المبدعون التونسيون هذا الحضور ؟ إنه الموضوع بلا شك نعم الموضوع فالدراما التونسية غارقة في محليتها ولم تتناول مواضيع يمكن تسويقها عربيا، فشخصيات مثل الشابي وبورقيبة والطاهر الحداد وفرحات حشّاد ممكن أن تكون مبررات لتناول التاريخ الاجتماعي والسياسي التونسي المعاصر الذي يتطلع الجمهور العربي لاكتشافه دون أن ننسى شخصيات أخرى مثل ابن خلدون فتونس هي البلد الوحيد الذي لم ينتج مسلسلا عن ابن خلدون فقد شاهدنا مسلسلات مصرية ومغربية وجزائرية اهتمت بابن خلدون في حين تجاهلت مؤسسة التلفزة التونسية والشركات الخاصة هذا العلم ! الآن على الدراما التونسية تجاوز محليتها وهذا لن يحدث مالم تطرح مواضيع وإشكاليات حول التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي لتونس .