تونس - الشروق يتواصل في دار الثقافة ابن خلدون معرض الفنان التشكيلي الذي أفتتح يوم 28 ماي وبتواصل الى يوم 13 جوان الجاري متضمنا سبع عشرة لوحة . قليلا ما يعرض الفنان علي البرقًاوي فلا يتجاوز معدٌل معارضه الشخصية المعرض الواحد في السنة لإيمانه بأن الأبداع مثل الجمال نادر ، وفي هذا المعرض الذي أختار له عنوان نوافذ 2 يقدٌم البرقاوي الذي عرف بفن البورتريه مجموعة من لوحاته الجديدة الذي يربط بينها خيط واحد رغم غلبة التقنية المزدوجة على اللوحات مختلفة الأحجام من 50 /65 الى 62/78 الى 73 / 62 الى 60/83 الخ ... لوحات علي البرقاوي وعددها سبع عشرة لوحة من بينها أثنتى عشرة لوحة دون عنوان والبقية زورق ،فسيفساء ،عليسة، نافذة ،موروث .أما التقنيات فتجمع بين الرسم المائي والتقنيات المزدوجة التي أستعمل فيها الخشب و ألياف النخيل والقماش والفسيفساء . رحلة تونسية هذا المعرض يمكن أعتباره رحلة في تونس بين التاريخ والجغرافيا ففي هذا المعرض يحضر النسيج التونسي بمنمنماته الشاهدة على عمق الحضارة التونسية وتنوعها بين البربر والرومان والعرب والأندلس فنرى معمار قصور تطاوين والجنوب الشرقي كما نرى زوارق البحَّارة في الموانيء الممتدة من بنزرت الى جرجيس وجربة وبن قردان كما يستحضر التاريخ التونسي من عليسة وحنبعل قرطاج الى الجازية الهلالية كما نلمح في لوحات البرقاوي واحات الجريد ونفزاوة التي تطل من خلٌف الألوان .إن هذا المعرض هو نوافذ حقيقية على تونس الجميلة قبل أن يشوه وجهها الجميل القادمون من كهوف التاريخ وعتمة الظلام رافعين السيوف والسكاكين لأغتيال روحها الجميلة لكن تونس تنهض من جراحها وتستعيد موقعها في العالم وتؤكد أنٌها لن تموت مهما أشتدت سنوات الظلام والعتمة .وهذا ما تبرزه لوحات علي البرقاوي التي تحفر عميقا في تاريخ تونس وجغرافيتها المتنوعة رغم صغر مساحتها لكنٌها غيٌرت تاربخ المتوسط وأسهمت في نشر ثقافة الأنوار . ويذكر أن علي البرقاوي نظٌم مؤخرا معرضا في المنستير لكن لجنة الشراءات تجاهلته فعل تنتبه لهذا المعرض ولهذا الفنان الذي أسهم في أثراء المدوٌنة التشكيلية في تونس .