أخبار تونس يعتبر الفنان التشكيلي علي البرقاوي من المبدعين التونسيين المميزين الذين اختاروا أن يرسموا أهم المحطات التاريخية بالريشه من خلال تسليط الضوء على عدة شخصيات تونسية تعتبر من العلامات المضيئة في تاريخ البلاد. وقد صافح الجمهور مؤخرا أعمال هذا الفنان من خلال معرضه الذي يقام حاليا بدار الثقافة ابن خلدون تحت عنوان” شخصيات تروي التاريخ” في جزئه الرابع والذي كان قد انطلق يوم 19 ديسمبر وسيتواصل حتى غاية 6 جانفي2010. أنامل دقيقة تحتفي بوجوه طبعت تاريخ تونس وأبت صورها أن تندثر من الذاكرة لإسهامها في إثراء المدونة السياسية والدينية والعلمية والفكرية والفنية والعسكرية... والزائر لمعرض الرسام تشده ملامح الشخصيات التي تأخذه إلى صفحات تاريخية خالدة هامة تتصدرها صورة للرئيس زين العابدين بن علي من إنجاز هذا الفنان. وعرف علي البرقاوي باهتمامه برسم البورتريه لشخصيات بارزة في إطار سعيه لحفظ الهوية الوطنية، فقد رسم الزعيم الحبيب بورقيبة والمنجي سليم والطيب المهيري و الهادي نويرة، إضافة إلى رسمه للمفكرين والفنانين أمثال تارتيليان الكاتب المسيحي الشهير في العهد الروماني وكذلك عثمان الكعاك ويوسف التميمي وعلي الرياحي وعبد العزيز العروي و محمود المسعدي... هذا وقد اهتم الفنان علي البرقاوي بتاريخ تونس القديم وأبرز شخصياته على غرار عليسة مؤسسة قرطاج والقائد القرطاجني حنبعل وخير الدين باشا في المجال العسكري والسياسي. لمسات سحرية لنور أخاذ سطع على وجوه الشخوص في محاولة لتقديم صورة مفعمة بالحياة والشموخ والصمود، فرغم أن بعض هؤلاء الأفراد فارقوا الحياة فإنهم لم يفارقوا الذاكرة التونسية والعربية وحتى العالمية وظلت صورتهم عالقة لأهمية بصماتهم في صياغة ملامح التاريخ الإنساني بمختلف أبعاده الفنية والعلمية والسياسية. نهل علي البرقاوي من الذاكرة التونسية فرفع الستار عن أعمال فنية يعتبرها النقاد دررا فريدة لاسيما إذا ما علمنا أنه ضرب من التأريخ عبر الصورة لشخصيات قد تبدو صورهم غامضة خاصة لدى الجيل الجديد من الشبان والذي سيجدون ظالتهم في مثل هذه الأعمال. واللوحات الزيتية من الحجم المتوسط هي أساسا حلقة من صور البورتريه الذي اشتهر به الفنان، هذا وقد رسم الفنان عالم الاجتماع ابن خلدون وابن شباط...ولقيت أعماله استحسانا من قبل النقاد إذ كان قد شارك في عدة معارض وطنية ومثل تونس في محافل دولية. وكان هذا الرسام قد تحصل على شهادة احتراف فني منذ السبعينات (1977) فضلا عن كونه كان ناسخا بمتحف ” اللوفر” بباريس اختص أيضا في رسم الوجوه بساحة مونماتر فيما بين سنتي 1975 -1985 ومنذ ذلك الحين اكتسى شهرة واسعة في فن البورتريه. وتوجت مسيرة هذا الفنان بعدة تكريمات وجوائز وطنية وأجنبية لمساهماته المتميزة في المعارض الشخصية والجماعية ولإثرائه للمدرسة التشكيلية: الميدالية الذهبية للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس في مناسبتين عامي 2001 و2007 وشعار الإبداع للأيام الدولية للفنون التشكيلية لمدينة مونستر الألمانية سنة 2004...كما أحرز على الوسام الوطني للاستحقاق بعنوان القطاع الثقافي سنة 2008.