تدرّب المنتخب في ظروف مُمتازة إن لم نقل «مَلكية». وهذا الأمر قد لا يكون غريبا عن كرواتيا التي بلغ منتخبها نهائي كأس العالم والتي من الواضح أن مسؤوليها يُؤمنون كثيرا بأهمية الرياضة بدليل احتضان لقاء العَين وسطيف ضِمن الكأس العربية فضلا عن الدور الكبير الذي قامت به الرئيسة «كوليندا» في دفع زملاء «مُودريتش» نحو المجد العالمي. وقد أجرى منتخبنا حصتين تدريبيتين استعدادا للمُواجهة الودية المُرتقبة الليلة أمام كرواتيا في مدينة «فارزدين». آخر أجل حدّدت «الكاف» يوم 11 جوان كآخر أجل لإرسال قائمات اللاعبين المُراهن عليهم في «الكان». ومن هذا المنطلق فإن مدرب المنتخب «ألان جيراس» سيغلق اليوم لائحته من خلال الإستغناء عن أحد الحراس الأربعة وهم فاروق بن مصطفى ومعز بن شريفية ومعز حسن وأيمن دحمان. ويقول المنطق إن دحمان هو الأقرب للمغادرة ما لم يُفاجىء «جيراس» الجميع ويُبعد حارسا آخر وفي هذه الحالة يكون معز حسن المُهدّد الأكبر استنادا إلى مقياس الجاهزية لا «الصّنعة» التي تضع حارس «نيس» في المرتبة الأولى دون نِقاش. ومن المفروض أن تُرسل الجامعة قائمة «الكَان» قبل منتصف اللّيل وستضمّ اللائحة النهائية 23 لاعبا من جملة 24 شاركوا في رحلة كرواتيا. من أجل أداء أفضل كان أداء المنتخب مُحتشما في اللّقاء الودي الأخير ضد العراق والأدهى والأمر أن رئيس الجامعة اعترف بأن اللاعبين تلقوا التعليمات لخوض هذه المباراة بأقل المجهودات المُمكنة. وهذا الأمر قد بتفهّمه البعض بحجة الرغبة في حماية اللاعبين من الإصابات والتعب خاصة أن مقابلة العراق تأتي مع نهاية الموسم الرياضي لكن البعض قد ينظر إلى الموضوع بطريقة مغايرة وقد يؤكد هؤلاء أن الفريق الوطني أمام حتمية التعامل بجدية عالية مع الوديات حتى نقف على حجم الثغرات التي وجب تداركها قبل الدخول في الرسميات. ونَنتظر طبعا أن يتحسّن الأداء في لقاء كرواتيا ولن يكون بوسع زملاء الخزري تطبيق نظرية الجريء و»التَحايل» في تقسيط المجهودات خاصّة أن الوقوع في مثل هذا «الفخ» قد يُؤدي إلى هزيمة ثقيلة لأن وصيف بطل العالم يحترم الكرة ويُقدّر الخصوم ولا نحسبه «يَتورّط» في مثل هذه «الحِسابات». مسؤولية الطبيب أكد طبيب المنتخب سهيل الشملي أن الفرجاني ساسي أصبح جاهزا للظهور في المقابلات بعد أن استعاد كامل مُؤهلاته البدنية. ومن المفروض أن يظهر مُحترف الزمالك في لقاء كرواتيا ولو لبعض الوقت من أجل تبديد الشكوك التي تحوم حول جاهزيته لخوض النهائيات الإفريقية. وسيجد طبيب المنتخب والمدرب «جيراس» نفسهما في موقف مُحرج ما لم يقع تأهيل الفرجاني الذي يحظى بعناية مشدّدة من المشرفين على الفريق الوطني منذ عدة أسابيع. ماذا عن بن محمّد ؟ يُعاني لاعب الترجي أيمن بن محمّد من بعض الأوجاع وقد أكد طبيب المنتخب أنه يخضع إلى برنامج تأهيلي خاصّ لتبقى مشاركته في لقاء الليلة بين الشك واليقين. والثابت أن بن محمّد سيكون في أتمّ الجاهزية للمشاركة في الكأس الإفريقية ويبقى هذا اللاعب من العناصر المُهمّة في تشكيلة المنتخب خاصّة بعد أن أظهر امكانات عريضة في وسط الميدان فضلا عن قدرته على اللّعب في مركزين آخرين وهما الرواق الهجومي والجهة اليسرى للدفاع. فرصة لضَبط التشكيلة أصبحت «الكان» على الأبواب. كما أن منافسنا في لقاء اللّيلة يُعتبر من المنتخبات ذات الصّيت العالمي وبناءً عليه فإن الفرصة قد تكون ملائمة ليضبط الفرنسي «جيراس» الملامح العامة للتشكيلة التي سيعتمدها في كأس افريقيا. وهُناك عامل آخر يُعزّز هذا التوجّه وهو اكتمال النصاب بعد التحاق اللاعبين المحليين وتأهيل المُحترفين الذين كانوا قد تخلفوا عن لقاء العراق. وتبدو الرؤية واضحة في المنتخب خاصة بعد أن كشفت مباراة العراق عن جانب كبير من الخطة التي يعتزم «جيراس» انتهاجها. ومن المُلاحظ أن عدة أسماء تتمتّع بالأولوية في خيارات مدربنا الوطني مثل بن مصطفى في المرمى ومرياح وبرون في الدفاع ومعلول في الجهة اليسرى والسخيري في خط الوسط والمساكني والخزري في المنطقة الأمامية. هذا في انتظار تعزيز المجموعة بأسماء أخرى ذات ثقل مثل كشريدة وساسي وبن محمّد والسليتي والبدري والخنيسي... مشاكل الهجوم نجح المنتخب في تسجيل هدفين ضدّ العراق لكن لاحظ الجميع أن فريقنا افتقر إلى العُمق الهجومي وقد اعترف الإطار الفني نفسه بهذا الأمر. ومن هذا المُنطلق فإن «جيراس» قد يجد ضالته في الخنيسي أوشوّاط لحلّ معضلة الهجوم. ولاشك في أن «جيراس» على يقين بأن الإعتماد على الخزري كحلّ بديل في المُقدّمة قد لا يكون من التوجّهات الناجعة وقد يكون من الأحسن استثمار الطاقات الكبيرة لمُحترف «سانت ايتيان» في الرواق. الجدير بالذّكر أن الخنيسي وشواط دخلا في صراع كبير منذ «كلاسيكو» الكأس حيث سجل طه هدفا رائعا للترجي قبل أن يُعيد فراس اللقاء إلى نقطة الصّفر ويساهم في ترشّح ناديه إلى «الفينال». ومن المؤكد أن هذا التألق سيعود بالنفع على المنتخب بغضّ النظر عن هوية المهاجم الذي سيظهر في التشكيلة الأساسية. لكننا نشير في نفس السياق أن المدرب قد يقرر احالة اللاعبين على مقعد البدلاء مقابل الاعتماد على الخزري و المساكني و السليتي في الخط الأمامي منتخب كرواتيا في سطور يُشرف على تدريبه «زلاتكو داليتش» متحصّل على الميدالية الفِضية في مُونديال 2018 فائز بالمركز الثالث في مُونديال 1998 من نجومه الحاليين: «لوكا مودريتش» (ريال مدريد) – ايفان بريزيتش (الأنتر) من نجومه السابقين: زفونيمير بوبان – دافور سوكر (الرئيس الحالي لجامعة كرة القدم في كرواتيا) يتقاسم حاليا المركز الأوّل مع المجر في تصفيات «أورو» 2020 (انتصاران على أذربيجان وبلاد الغال وهزيمة أمام المجر).