أصبحت قائمة «الكَان» شبه جاهزة بعد أن تقلّص عدد اللاعبين المُشاركين في رحلة كرواتيا إلى 24 عُنصرا. ومن المُقرّر أن تتّخذ لائحة المنتخب شكلها النهائي يوم غد وذلك بعد الإستغناء عن أحد الحرّاس الأربعة الذين وجّه لهم «ألان جيراس» الدعوة وهم على التوالي فاروق بن مصطفى (الشباب السعودي) ومعز حسن (نيس) ومعز بن شريفية (الترجي) وأيمن دحمان (النادي الصفاقسي). خارج الحسابات بَادر مدرب المنتخب «ألان جيراس» ب»إقصاء» فخرالدين بن يوسف ونادر الغندري وقد جاء هذا القرار قبل ساعات معدودة من السفر نحو كرواتيا تمهيدا للمواجهة الودية المُرتقبة أمام فريق المكان وذلك يوم غد في حدود السابعة و45 دقيقة بتوقيت تونس. أسباب فنية بالاستفسار عن الأسباب الكامنة وراء ابعاد فخرالدين بن يوسف ونادر الغندري تؤكد الروايات الرسمية أن «جيراس» استغنى عن لاعبي الاتّفاق السعودي و»فيستيرلو» البلجيكي لدواع فنية بحتة. وكان مدرب المنتخب قد اختبر اللاعبينْ المذكورينْ في اللّقاء الودي الأخير أمام العراق ويبدو أنه اتّخذ قراره بالتخلي عنهما استنادا إلى مردودهما في هذه المواجهة الودية ولو أنه من «الظّلم» للأمانة تَقييم عنصر ما على هَامش لقاء واحد. والأسلم والأصحّ أن يقول «جيراس» بكلّ شفافية إن هذا الثنائي لا يتمتّع بالمؤهلات التي تُخوّل له المشاركة في «الكَان» أوأنّ بن يوسف والغندري سيكونا «عجلة خَامسة» في ظل توفّر العديد من الحلول في وسط الميدان والوسط الهجومي (السخيري – بن محمّد – ساسي – الشعلالي – البدري - السليتي – الخزري – الصّرارفي..). احتجاج من الواضح أن فخرالدين بن يوسف لم يهضم قرار «اقصائه» من قائمة «الكَان». وهذا ما يؤكده أسلوب التلميح الذي انتهجه في التَعبير عن موقفه عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وليس من الصّعب إدراك حالة الغضب الذي سيطر على مُحترف الإتّفاق السعودي خاصّة عندما أشار إلى أن مدرب المنتخب وضعه «تحت الإختبار» بعد ست سنوات أقدمية على الصعيد الدولي وبعد أكثر من 40 لقاءً بأزياء الفريق الوطني. رأي آخر من حق بن يوسف طبعا الإحتجاج بالطرق الحَضارية على قرار ابعاده من «الكان» التي تبقى بالنسبة للاعب التونسي التظاهرة الدولية الأهمّ والأضخم بعد المُونديال. ولا يُساورنا أدنى شك في الروح العالية لبن يوسف الذي لم يشهد «أرشيفه» مع المنتخب أيّة حادثة تستحق الذّكر على صعيد «التقاعص» في أداء الواجب وذلك على عكس عدة «رؤوس كبيرة» ومُتواجدة حاليا في تربص الفريق الوطني كما هو شأن الخزري والمساكني... وغيرهما كثير. لكن هذا لا يُخفي الموقف القائل بأن بن يوسف لاعب «مُحارب» ويتمتّع بمؤهلات بدنية كبيرة غير أن مهارته الفنية محدودة. وهذه الحقيقة وقفت عليها العديد من الجهات أثناء مروره من حديقة الترجي حيث يعتقد الكثيرون أن اللاعب «خَدع» الجميع وغنم أموالا طائلة دون أن تُحقّق الصّفقة النتائج المأمولة. ويبدو أن «جيراس» يتبنّى بدوره نفس الموقف الذي كان قد صدر عن البنزرتي عند تدريبه لبن يوسف في الترجي. والغالب للظنّ أن قرار ابعاد فخرالدين هو نتيجة حَتمية لمحدوديته من الناحية الفنية لا البدنية وهي من الصفات التي قد تستهوي بعض المدربين مثل نبيل معلول الذي راهن على الطاقات الكبيرة لبن يوسف أثناء تدريبه في المنتخب لكن هذه الخاصية قد لا تُرضي بعض الفنيين الآخرين كما هو الحال بالنسبة إلى «جيراس» الباحث عن المهارة في الهجوم وحتى في خط الوسط والدفاع. مفاجأة بالتوازي مع ابعاد الغندري وبن يوسف قرّر مدرب المنتخب ترسيم اللاعب الشاب مارك اللّمطي المُحترف في صفوف «باير ليفركوزن» الألماني. ويمكن القول إن الإبقاء على هذا اللاعب ضِمن الفريق الوطني الأوّل كانت من القرارات المُفاجئة خاصّة أن اللّمطي لا عهد له بالمنتخب كما أنه شارك مع ستة لاعبين آخرين وقعت دعوتهم بصفة ظرفية لإثراء الزاد البشري للفريق بعد أن كان منقوصا من لاعبيه المحليين. وقد كان من المُقرّر التخلي عن العناصر الأولمبية السّبعة بعد نهاية لقاء العراق غير أن «جيراس» فاجأ الجميع واختار الإحتفاظ باللّمطي مقابل تسريح البقية ومعهم الثنائي الغندري وبن يوسف. ملف حراس المرمى احتفظ «جيراس» بأربعة حراس وهم فاروق بن مصطفى ومعز حسن ومعز بن شريفية وأيمن دحمان وسيكون مدرب المنتخب أمام حتمية الإستغناء عن أحدهم يوم غد بوصفه آخر الآجال لغلق قائمة «الكَان» المُؤثّثة ب 23 لاعبا. وكان من المُقرّر أن يُوجّه جيراس «دعوة شَرفية» لحارس «السي .آس .آس» والمنتخب الأولمبي أيمن دحمان وذلك قصد المشاركة في رحلة كرواتيا قبل أن يغادر التربّص دون أيّ جدل خاصة أن دحمان يعرف أن الأولوية ستكون لحراس الخبرة ويدرك بصفة مسبّقة بأن هذه الدعوة مُؤقتة والهدف منها تحفيزه من أجل المزيد من التألق خاصّة أنه يحمل الآمال مع الأولمبيين ويشكّل أحد عناصر المستقبل بالنسبة إلى المنتخب الأوّل. ويبدو أن الساعات الأخيرة بعثرت نوعا ما حسابات «جيراس» خاصّة في ظل التألق اللاّفت لحارس «السي .آس .آس» في «كلاسيكو» الكأس أمام الترجي (دعوة دحمان كانت جَاهزة وهو ما كنّا قد أشرنا إليه قبل لقاء صفاقس). كما أن معز حسن لم يظهر بمستواه المعهود عندما أقحمه «جيراس» أثناء اللّعب في لقاء العراق. ومن الواضح أن دحمان «أحرج» مدرب المنتخب المُطالب بالإبقاء على الحراس الأنفع والأكثر جَاهزية. وفي انتظار القرار النهائي للمدرب تُؤكد العديد من المُؤشرات أن بن مصطفى سيكون الحارس رقم واحد في المنتخب ما لم تَتغيّر المُعطيات أثناء التحضيرات. على القناة الوطنية وصلت بعثة المنتخب الوطني إلى كرواتيا خلال اللّيلة الفاصلة بين السبت والأحد. ومن المُقرّر أن يقوم فريقنا بحصتين تدريبيتين استعدادا للمواجهة الودية المرتقبة يوم غد ضد وصيف بطل العالم. أمّا على مستوى البث التلفزي فإن المعلومات التي وصلتنا من المؤسسة الوطنية تفيد بأن الاتفاق حاصل بشأن النقل المباشر للقاء كرواتياوتونس يوم غد انطلاقا من السابعة و45 دقيقة مساءً. وتُرجّح مصادرنا نقل المباراة على القناة الوطنية الثانية لتزامن هذا الاختبار التحضيري ل «الكان» مع توقيت النشرة الرئيسية للأنباء. قائمة المنتخب فاروق بن مصطفى - معز حسن - معز بن شريفية - أيمن دحمان - ياسين مرياح - وجدي كشريدة - نسيم هنيد - محمّد دراغر - ديلان برون - علي معلول - أسامة الحدادي - رامي البدوي - مارك اللّمطي - غيلان الشعلالي - أيمن بن محمّد - أنيس البدري - إلياس السخيري - الفرجاني ساسي - بسام الصرارفي - يوسف المساكني - نعيم السليتي - وهبي الخزري - طه ياسين الخنيسي - فراس شواط. مُلاحظة: سيتخلّى مدرب المنتخب عن أحد الحرّاس الأربعة لتضمّ قائمة «الكَان» 23 لاعبا وسيقع إرسال هذه اللائحة إلى «الكَاف» في أجل أقصاه 11 جوان. برنامج رحلة المنتخب إلى كرواتيا الإقامة: مدينة «سيفتي مارتن» (على بعد 100 كلم من العاصمة زغرب) 9 و10 جوان: حصّتان تدريبيتان 11 جوان (س19 و45 دق بتوقيت تونس): اللقاء الودي بين كرواتياوتونس في مدينة «فارزدين» (على بعد 40 دقيقة من مقر اقامة المنتخب)