نقش باولو ديبالا اسمه في خانة مميزة بتاريخ كرة القدم الحديثة، لكونه أحد اللاعبين القلائل الذين تزاملوا مع أسطورتي القرن الجاري ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. لكن ديبالا الذي انتقل إلى جوفنتوس قادما من باليرمو مقابل 40 مليون يورو، وجد نفسه أسيرا يعيش في ظل كريستيانو الذي ارتدى قميص اليوفي صيف العام الماضي. ولم يكن حال الأرجنتيني الشاب صاحب ال25 عاما أفضل بصفوف منتخب الأرجنتين، فلم يجد لنفسه مكانا أساسيا في كتيبة التانغو لتعارض مهامه مع أدوار ميسي. ورغم تألقه مع السيدة العجوز على مدار 4 مواسم، إلا أن باولو ديبالا لم يمثل منتخب بلاده سوى في 20 مباراة فقط بواقع 8 في تصفيات كأس العالم و11 ودية وظهور على استحياء في مباراة وحيدة بمونديال روسيا. ولم يسجل ديبالا سوى هدف وحيد في شباك المكسيك ببروفة ودية أقيمت في نوفمبر الماضي. ومنح جيراردو تاتا مارتينو مدرب الأرجنتين السابق الفرصة الأولى لباولو ديبالا بالتواجد مع منتخب الأرجنتين في أكتوبر 2015، لكن نجم اليوفي وجد الطريق وعرا للتخلص من ظل ميسي حيث شارك على فترات متقطعة تحت قيادة مارتينو وخليفته خورخي سامباولي. وبعد الإخفاق في مونديال روسيا 2018، أطاح الاتحاد الأرجنتيني برقبة سامباولي، واستعان بخدمات ليونيل سكالوني، الذي بدأ مهمته دون خدمات ليونيل ميسي الذي قرر الابتعاد لفترة عن ضغوط الإعلام والجماهير في بلاده. غياب ميسي والعهد الجديد لسكالوني، أفسحا المجال نسبيا أمام تضاعف معدل مشاركة باولو ديبالا في المباريات الودية للأرجنتين في الأشهر الأخيرة ضد المكسيك والعراق والمغرب وأخيرا نيكاراغوا. في المقابل، لا يريد ديبالا أن يكون مجرد ظل لميسي، بل يتطلع للثورة على وضعه الحالي وأن يكون له دور بارز مع الأرجنتين في منافسات كوباأمريكا التي تنطلق بعد أيام على ملاعب البرازيل. وسيكون ديبالا أمام تحدٍ كبير وطريق صعب لا يقف به ليونيل ميسي فقط بل نجوم آخرين يعتبرون ركيزة لا غنى عنها في الهجوم الأرجنتيني مثل آنخيل دي ماريا نجم باريس سان جيرمان الفرنسي وسيرجيو أغويرو هداف مانشستر سيتي الإنقليزي. فهل يثور «باولو» على وضعه الحالي ويفرض نفسه كأحد نجوم كوباأمريكا أم يبقى حبيسا لظل لا ينتهي في وجود ميسي؟