في خِضمّ الفرحة «الصّغيرة» بالفوز المعنوي على «الكروات» فجّر مدرب المنتخب الوطني مفاجأة جديدة بعد أن أقصى علي معلول من القائمة النهائية ل «الكَان». وقد أثار ابعاد مُحترف الأهلي من كأس افريقيا جدلا واسعا في تونس وحتى في مصر وهذا الأمر مفهوم بالنظر إلى «نجومية» معلول وقياسا بالغموض الذي رافق الأسباب الحقيقية لهذا «الإقصاء». تساؤلات منطقية تَساءل الكثيرون عن السرّ الكامن وراء اسقاط معلول من غربال «ألان جيراس» وتبدو هذه الاستفسارات منطقية خاصة أن لاعب الأهلي من الأسماء الوازنة وهذه الحقيقة ثابتة ولا مجال لإنكارها بغضّ النظر عن فترات الفراغ التي عاشها اللاعب كما حصل على هامش الهزيمة التاريخية على يد بلجيكا في المُونديال. ومن الواضح أن الجميع على قناعة تامّة بأن شطب معلول من لائحة «الكان» لا يعود إلى المؤهلات الفنية وإنما لدواع أخرى غير مُعلنة. والغَالب للظنّ أن معلول اشترط الحصول على «مقعد دائم» في التشكيلة الأساسية انتصارا ل»أقدميته» (أكثر من 50 مباراة دولية). ومِثل هذه المطالب يرفضها «جيراس» رفضا قطيعا وبناءً عليه فإنه كان من الطبيعي أن يواجه لاعب الأهلي الإقصاء في سيناريو مُشابه لما حصل مع مدافع «قاسم باشا» التركي صيام بن يوسف الذي «أكره» على «تعليق الصبّاط» عشية الكأس الإفريقية بعد أن أخبره مدرب المنتخب بأنه قد يكون ضِمن الإحتياطيين خاصة أن التوجّه العام يسير نحو ترسيم مرياح وبرون في محور الدفاع. من المُخطئ ومن المُصيب؟ هل ظلم «جيراس» لاعب الأهلي بعد اقصائه من «الكَان» أم أن علي معلول جنى على نفسه؟ الإجابة عن هذا السؤال لا تحتاج إلى الكثير من الإجتهاد بما أن المنطق يؤكد أنه لا يحق لأي «كوارجي» أن يتجاوز الحدود ويشترط اللعب كأساسي حتى وإن كان الأفضل في العالم كما هو شأن الكرواتي «مُودريتش» الذي اكتفى مدربه بتشريكه في الشوط الثاني على هامش المواجهة الودية أمام تونس. ولا اختلاف في أن «جيراس» هو صَاحب القرار الأوّل والأخير لتحديد من يلعب في التشكيلة الأساسية ومن يجلس على بنك الإحتياط وإن فعل العَكس فإنه سَيُصبح بلا شخصية وسيخضع لسيطرة «النُجوم» في سيناريو مُشابه لما حدث للأرجنتين في المُونديال الأخير بقيادة «سَامباولي». شيء واحد قد نَعيبه على مدربنا الوطني وهي «التَقليل من احترام» اللاعبين وهذا الأمر كان واضحا من خلال الطريقة التي تمّ بها ابعاد علي معلول ومن قبله فخرالدين بن يوسف. وقد كان من المفروض حسم هذا الملف بصفة مبكّرة لا تأجيله حتى اللحظات الأخيرة من ضبط القائمة النهائية وبشكل يُثير الجدل ويجعل الإطار الفني والأسماء المُبعدة في موقف مُحرج. المصريون يَتفاعلون بعد اقصاء معلول من المنتخب اجتازت التفاعلات الحدود التونسية لتشمل الأوساط الرياضية في مصر خاصّة أن اللاعب ينشط في صفوف الأهلي. وقد كانت بعض المواقف معقولة من خلال التأكيد على القيمة الفنية للاعب وجدارته بالتواجد في صفوف المنتخب التونسي هذا في الوقت الذي اتّسمت فيه بعض الآراء الأخرى ب»الشَعبوية» على غرار ما قام به منشط «أون سبور» القائل بأنه يتمنّى لوأن معلول كان من حاملي الجنسية المصرية لترسيمه في الجهة اليسرى لدفاع «الفراعنة» خاصة في ظل المشاكل التي يعانيها رفاق صلاح في هذا المركز. الجَدير بالذكر أن معلول كان قد اكتفى بالتعليق على قرار ابعاده بتدوينة «فايسبوكية» قال من خلالها:» القادم أفضل بإذن الله». وهذه الكلمات تبدو مُقتضبة لكنها مفتوحة على الكثير من القراءات. العبرة بالنتيجة أقصى «جيراس» عدة لاعبين مثل صيام بن يوسف وفخرالدين بن يوسف ونادر الغندري وأخيرا علي معلول وقد خلّفت «حربه» على «النجوم» العديد من النقاط الاستفهامية. والثابت أنه لا يمكن الحكم له أوعليه إلا بعد النتائج المسجلة في كأس افريقيا وستكون الحصيلة التونسية في «الكان» المقياس الوحيد للتعرّف على صحة الخيارات التي قام بها «جيراس».