تونس الشروق: من الأسماء التي برزت مؤخرا على الساحة السياسية متسللة من العمل الجمعياتي ، الفة التراس رئيسة مؤسسة «رامبورغ « والمحرك الأساسي لجمعية «عيش تونسي « ،هذه الشخصية التي اثارت استفهامات كبرى مؤخرا هي اصيلة ولاية بنزرت متزوجة من رجل الأعمال الفرنسي»Guillaume Rambourg». عاشت سنوات في لندن ثم انتقلت الى باريس ثم تونس. بدأت نشاطها في تونس بالعمل الثقافي ،وترأست مؤسسة «رامبورغ» التي دعمت عديد الاعمال الثقافية وشاركت في عدد من التظاهرات في تونس وخارجها ، وكانت كل نشاطاتها تحت غطاء جمعياتي رفقة زوجها المعروف بقربه من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فهو صديق شخصي له وأحد داعميه في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة جمعت الفة التراس مجموعة من الشباب شكلت نواة حولها، وعملت في اطار جمعية «عيش تونسي» ،واستغلت الفة التراس النشاط الجمعياتي للقيام بحملات تسلط الضوء على مختلف الإشكالات الحاصلة في تونس وساهمت في تشكيل وعي قائم على ترذيل الطبقة السياسية الحالية ، مؤكدة على انها تعمل في سياق جمعياتي غير قابل للتطور الى عمل سياسي مباشر . لكن سرعان ما تحول الاطار الذي تعمل فيه هذه الجمعية الى ما يشبه الاطار السياسي بعد ان اكدت الفة التراس نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية كما ان سبر نوايا تصويت التونسيين في الانتخابات التشريعية مكن هذه الجمعية من المرتبة السادسة ب 5,4 بالمائة من الأصوات . صاغت الجمعية نصا سمّي ب "وثيقة التوانسة" التي تم نشرها على الموقع الالكتروني للجمعية وعلى صفحتها على الفايسبوك، وتنص البنود الأساسية لهذه الوثيقة على ضرورة محابة الفساد وطرد الموظفين الفاسدين و بعض العناصر العامة التي وردت في برامج معظم الأحزاب في الحملات الانتخابية ، وواجهت هذه الوثيقة انتقادات حادة ،باعتبارها يمكن ان تصبح أرضية لجمع توقيعات هدفها دعم الفة التراس في الانتخابات . ما لفت الانتباه مؤخرا في عمل هذه الجمعية هو انها تتواصل مع التونسيين وخاصة الشباب عبر أرقام هواتفهم لتطرح عليهم أسئلة تتعلق بمعطياتهم الشخصية وهو إجراء مخالف للقانون ويعرض صاحبه لملاحقة قضائية وعقوبات جزائية، من ناحية ، ومن ناحية اخرى يطرح استفهاما أساسيا حول كيفية حصول هذه الجمعية عل ارقام هواتف التونسيين . من النقاط المثيرة أيضا ان جمعية "عيش تونسي" ّ تحرص على إخفاء مصادر تمويلها وهوية العديد من أعضائها ،إضافة الى انها لم تنشر نظامها الداخلي ، والملاحظ في تركيبة هذه الجمعية أن واجهتها تتكون من مجموعة من الشباب كانوا خارج تونس وعادوا خصيصا للنشاط صلب هذه الجمعية ، وهم أساسا سليم بن حسن، رئيس الجمعية (فرنسا).صدام الجبابلي، منسق الجمعية (المانيا)و صفوان الطرابلسي ، مدير الدراسات (فرنسا).. وما يمكن ملاحظته في هذه المجموعة انها تجيد التواصل والظاهر انها تلقت تكوينا في الغرض . اتهامات كثيرة توجه لالفة التراس ،في وسائل الاعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي منها علاقتها بالمخابرات الفرنسية ، إضافة الى محاولة السطوة على السلطة في تونس ، لكن بقيت كل هذه التهم نتيجة تحاليل قدمها الكثيرون ولم يتم دعمها بحجج ووثائق تجعل منها حقيقة مطلقة .