بعرض «مملكة الدم» الفرنسي افتتحت مساء امس الاول الجمعة 14 جوان بمسرح الاوبرا في مدينة الثقافة فعاليات الدورة الثانية من ايام قرطاج الكوريغرافية تحت شعار «لا رقص دون كرامة جسدية». وهو عرض استحسنه الجمهور وصفق له طويلا. تونس الشروق: نجوى الحيدري فسيفساء من التعبيرات الجسمانية ولدت من رحم المعاناة فلامست اوجاع الناس وآلامهم ... هكذا اختار الكوريغرافي الفرنسي من أصول افريقية عصمان سي ان يقدم لجمهوره عرض «مملكة الدم» الذي حظي بالإعجاب والترحاب من جمهور حفل افتتاح ايام قرطاج الكوريغرافية الذي حضر بأعداد متوسطة . عرض «مملكة الدم « الذي دام 60 دقيقة أثثته مجموعة برادوكس سال وهن راقصات أسسن فرقتهن المتخصصة في رقصة الهيب هوب سنة 2012 وهي مجموعة مختصة في التعبير عن معاناة الشعوب وآلامهم ... ولم يكن عرض الافتتاح بعيدا عن آلام الشعوب بل كان في صلب تلك المعاناة ... أزياء سوداء أججت مشاعر مختلطة من الآلام والظلم والاضطهاد ... حركات منسجمة تتنافر احيانا لتلتقي مجددا معلنة عن ثورتها وتحررها من ذاك السواد فبدا المشهد لوحة فسيفائية عنوانها الإبداع والجمال .. وتأتي هذه الدورة الجديدة من ايام قرطاج الكوريغرافية بمشاركات عربية من فلسطين ولبنان ومصر وسوريا والجزائر والمغرب واخرى اجنبية من من فرنسا وبلجيكا وألمانيا. وفي كلمة ألقتها بالمناسبة قالت مريم قلوز مديرة الدورة الثانية لأيام قرطاج الكوريغرافية إن اعتراف الدولة بمهنة الرقص يعتبر حدثا تاريخيا في كل الوطن العربي وبعض الدول الإفريقية، لأن تونس البلد الوحيد الذي ينظم مهرجانا خاصا بالرقص بتمويل كامل من الدولة مشيرة الى ان الرقص مهنة كغيرها من المهن. وعن اختيارها شعار الدورة «لا رقص دون كرامة جسدية» اكدت ان ذلك مقتبس من معاناة الفنان العربي والإفريقي وما يعترض رحلته من صعوبات في توزيع عروضه وخاصة ما يتعرض له الراقص من إهانات لجسده وفنه . وتأسست ايام قرطاج الكوريغرافية في جوان 2018 احتفاء بشتى التعبيرات الفنية وهي من تنظيم وزارة الشؤون الثقافية وتتضمن هذه الدورة الثانية الى جانب العروض الراقصة 5 لقاءات وموائد مستديرة، بالإضافة إلى 4 ورشات يؤثثها مجموعة من المختصين في الفن الكوريغرافي. وتتوزع مختلف العروض المبرمجة في العاصمة على أربعة فضاءات وهي مدينة الثقافة ومسرح الحمراء ومسرح الفن الرابع ومسرح الريو وساحة باب بحر وسط العاصمة. عروض يؤثثها 250 راقصا ومختصا في الفن الكوريغرافي من تونس ومن العالم يتوزعون على 37 عرضا منها 22 عرضا اجنبيا و15 عرضا تونسيا . وسيكون عرض الإختتام بإمضاء رضوان المؤدب من تونس وهو عرض راقص لفرقة الباليه التابعة للأوبرا الوطنية في مقاطعة راين، وهو «كتابة معاصرة لعمل كلاسيكي ترسخ في ذاكرة المشاهد عن طريق موسيقى «تشايكوفسكي».