يشهد الوضع الميداني قصفاً ومعارك عنيفة بين قوات الجيش العربي السوري وحليفتها روسيا من جانب وفصائل ارهابية مسلحة في محافظة إدلب، في وقت ارسلت فيه موسكو تعزيزات ضخمة الى دمشق. موسكو(وكالات) وأرسلت روسيا تعزيزات عسكرية كبيرة في محاولة لحسم المعركة في إدلب، ووصلت الى ميناء طرطوس سفينتان عسكريتان، فيما شهدت قاعدة حميميم في اللاذقية هبوط نحو 14 طائرة شحن عسكرية، وفق ما أعلنت صحيفة «الشرق الأوسط». و برّرت موسكو ذلك بأن لها أولويات في شمال سوريا، وفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد أن أحد تلك الأولويات هو القضاء على الإرهاب في إدلب، وفق تعبيره. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أنه «لا عذر» لروسيا لعدم الضغط على الجيش السوري لوقف ضرباته في إدلب، رافضا في الوقت ذاته عذر موسكو بأنه لا يمكنها أن تجعل الجيش السوري يصغي لها. وسبقت تصريحات أوغلو تحذيرات للرئيس أردوغان بأن قصف الجيش السوري لمناطق «المعارضة» في إدلب «جريمة لا تغتفر» ولا يمكن السكوت عنها. ولعل هذا الخلاف بين الضامنين التركي والروسي يعقب إعلانهما مؤخرا التوصل إلى هدنة لم تدم لساعات، مع تواصل القصف على الأرض ونزوح المدنيين صوب الحدود التركية. وكانت وكالات أنباء روسية قد نقلت عن الجيش الروسي القول منذ أيام إن روسياوتركيا توسطتا في وقف تام لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية بين قوات الجيش السوري ومقاتلين معارضين. ونسبت الوكالة إلى الجيش قوله إن اتفاق وقف إطلاق النار يسري على منطقة عدم التصعيد في إدلب وأدى إلى خفض العنف بشكل كبير الأربعاء الماضي. ولم تحدد الوكالات إلى متى سيستمر وقف إطلاق النار. لكن الدفاع المدني حينها قال إن قصفاً مكثفاً واصل استهداف بلدات ومدن في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بعد منتصف الليل عندما كان من المفترض سريان وقف إطلاق النار.يذكر أن إدلب هي آخر معقل كبير للجماعات الارهابية المسلحة في سوريا. من جهة أخرى قال ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي اول امس، إن أكثر من 300 ألف شخص شمال غربي سوريا، فروا باتجاه الحدود مع تركيا. وكشف دوجاريك بأنه تم توثيق مقتل 231 مدنيا، بينهم 69 امرأة و81 طفلا، منذ 29 أفريل الماضي. وأضاف المتحدث الأممي: «ما زلنا نشعر بالقلق من التأثير الإنساني الواسع للأعمال العدائية التي تتكشف حاليا في منطقة التصعيد في شمال غرب سوريا، وخاصة في شمال حماة وجنوب إدلب». وأوضح: «لقد فر أكثر من 300 ألف شخص نحو الحدود مع تركيا، وأصبحت مخيمات النازحين مكتظة، وأجبر الكثير على البقاء في الحقول المفتوحة أو تحت الأشجار». وصرح المتحدث الرسمي باسم غوتيريش بأن الأنباء تواردت بشأن تواصل القتال العنيف والغارات الجوية والقصف المدفعي على عدة جبهات في محافظة حماة الريفية الشمالية رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي بين أطراف النزاع. وأفاد دوجاريك بأن الأممالمتحدة تحث جميع الأطراف على الالتزام التام بترتيبات وقف إطلاق النار المتفق عليها بين روسياوتركيا في سبتمبر 2018.