استفاق العالم على هجوم جديد على سفينتين في منطقة الخليج وهو الهجوم الثاني في ظرف شهر وهو ما زاد من حدة التوتر بين الولاياتالمتحدةوطهران. تطور جديد قد يزيد الطين بلة ويفتح المنطقة على عدة سيناريوهات من أبرزها الحرب، حسب آراء عديد الخبراء. تونس (الشروق) لا تكاد حدة التصعيد بين واشنطنوطهران تهدأ قليلا حتى يستجد ما يؤججها مجددا، ويزيد من الاحتقان، الذي تشهده أساسا منطقة الخليج، وذلك منذ اندلاع الأزمة الجديدة بين طهرانوواشنطن على خلفية الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وفرض واشنطن عقوبات توصف بالخانقة على إيران. مخاطر من تحوّل الأحداث إلى «نزاع أشمل» بحسب مركز «كابيتال إكونوميكس» ومقره لندن، فإن الاعتداء على الناقلتين «آخر المؤشرات على أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة تتصاعد، وأن هناك خطراً متزايدا بإمكانية تحوّل الأحداث إلى نزاع مباشر». وتابع «قد يؤدي خطأ أو سوء تواصل إلى نزاع أشمل. تكرار الهجمات بشكل منتظم يشير إلى أن هذا الخطر يتزايد». وناقلتا النفط النرويجية واليابانية متوقفتان في عرض البحر في منطقة أقرب إلى إيران منها إلى الإمارات، وفقا لمواقع تتبع تحركات السفن. وأفاد الأسطول الخامس الأمريكي ومقره البحرين عن «هجوم استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان»، مشيرا إلى تلقيه «نداءي استغاثة منفصلين». وترى إليزابيث ديكنسون المحلّلة في مجموعة الأزمات الدولية، أن المنطقة «تمر بفترة خطيرة ومن مصلحة كافة الأطراف أن تجد مخرجا بأسرع وقت ممكن». وأضافت «في الوقت الحالي، فإن نزاعات المنطقة تتأثر بشكل متزايد بسبب مستنقع التوتر الإقليمي بين إيران من جهة والولاياتالمتحدة وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى». «الحرب ضرورة وليست خياراً» يستبعد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني شارل أبي نادر تورط إيران في الهجوم، ويَرى أن الطرف، الذي من مصلحته حدوث هجوم كهذا هو الولاياتالمتحدة «وذلك بهدف إيجاد تبرير لمهاجمة إيران وتدويل منطقة الخليج تحت شعار حمايتها وحماية الملاحة فيها». ويضيف الخبير اللبناني «ربما تسعى واشنطن لجعلها منطقة أمنية وهو ما سيفرض مراقبة وتفتيش البواخر وبالتالي مثلا منع عمليات تهريب النفط في حال كانت دول ما مازالت تتعامل مع إيران رغم العقوبات». لكن الخبير السعودي حسن الشهري يرى أن واشنطن لا تحتاج تبريرا لشن حرب على طهران، «بل بالعكس إيران قدمت هدية للولايات المتحدة بهجومها هذا، فترامب رجل اقتصاد لا يميل إلى الحروب كما أن عليه ضغوطا من الكونغرس في هذا الشأن». وبالتالي حسب الشهري: «ربما يكون هذا الحل من أجل إجبار إيران على العودة لدورها الطبيعي كدولة عادية في المنطقة وليس كعصابة إرهابية». ويعتقد الخبير السعودي أن الحرب في هذه الحالة «ضرورة وليست خياراً» ويضيف أنها «قد تكون الحل الأمثل كذلك للشعب الإيراني، الذي يعاني من القمع والضغط منذ عقود». أما عن السيناريوهات المطروحة في اعتقاده فيرى الشهري أنه قد يتم ضرب أهداف داخل إيران وشلها «وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حرب حقيقية في المستقبل». ارتفاع أسعار النفط وارتفعت أسعار النفط بنحو ٪4 مع الإعلان عن الهجوم الذي وقع بعد شهر من تعرّض أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نروجيّة وسفينة شحن إماراتيّة) لأضرار في «عمليّات تخريبيّة» قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز. واتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وقتها إيران بالوقوف وراء الهجوم، مشيرا إلى استخدام «ألغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران». في المقابل قالت الإمارات إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير إلى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران. ووفقا لمركز «كابيتال إكونوميكس»، فإن مخاطر اندلاع نزاع «قد تضر باقتصادات المنطقة بشكل كبير وتكون لها آثار كبيرة غير مباشرة على الاقتصاد العالمي وسوق النفط». وحذّر من أنّه حال تعرضت طرق الشحن البحري لهجمات جديدة أو تضرّرت منشآت نفطية فإن أسعار الخام «قد تقفز إلى 100 دولار للبرميل»، معتبرة أنّه «حتى وإن جرى تجنب النزاع المباشر، فإن التوترات الجيوسياسية ستستمر في التأثير على الأسواق المالية».