لا تكاد أحداث ميناء الفجيرة تبرد حتى اشتعلت أحداث ناقلتي النفط في خليج عمان وكالعادة المتهم واحد وإن كان بريئا وهو ايران التي يبدو أن واشنطن تعد لها العدة لتنفيذ عمل عسكري ضدها. الملاحظ أن نتائج التّحقيقات في الهجوم الأول حول تفجير أربع ناقلات قُبالة ميناء الفُجيرة، لم تظهر بعد، وهُناك مُحاولة مُتَعمدّة للتكتّم عليها، وربّما لإظهارها في الوقتِ المُناسب وجعلها مقترنة بنتائج الهجوم الثاني بما أن المتهم واحد. جواد ظريف، وزير الخارجيّة الإيراني، وصف الهُجوم على النّاقلتين العِملاقتين بأنّه «مُريب» ومُثير للشّبهات، وهو توصيف ينطَوي على الكثير من المنطِق، لأن الهجوم جاء ضد قطاع حساس وهو النفط وفي توقيت حسّاس. فلماذا تُهاجم إيران أو حُلفاؤها ناقلتين تحمِلان نِفطًا إلى اليابان في وقتٍ يتواجد فيه رئيس وزرائها شينزو آبي في طِهران، ويلتقي المُرشد العام علي خامنئي والرئيس حسن روحاني في إطار وِساطَة لتخفيف التوتّر بين إيرانوأمريكا؟ التجارب او الحروب السابقة اثبتت أن واشنطن وحلفائها يقومون بفبركة الحقائق كما حصل مع العراق او حتى استهداف مصالحهم لتبرير شن حرب على دولة معينة والخشية الآن ان يكون هذا السيناريو قد طبّق على ايران. هذه الحرب وان وقعت لن تكون كسابقاتها بل ستقلب الشرق الاوسط رأسا على عقب لأنها لن تكون مع ايران فقط بل مع حلفائها سورياوالعراق ولبنان واليمن وان كان بطريقة غير مباشرة. ايران لا تخشى الحرب ولكنها تحسب لها ألف حساب قبل أن تخوضها وليس من مصلحتها أو من مصلحة امريكا وحلفائها الخليجيين ان تندلع هذه المواجهة لأنه لا رابح فيها بل ان الخسائر ستكون جسيمة حتى العالم اجمع بسبب ارتفاع اسعار النفط وغيرها. نعود الى ظريف الدبلوماسي المحنّك الذي قال قبل ايام «أنُ أمريكا يُمكن أن تبدأ الحرب، ولكنّ الإيرانيين وحُلفاءهم هم الذين يملكون قرار إنهائها، وبالطّريقة التي يُريدونها»...وفي هذا دلالات كبيرة على ان الحرب ستكون بشعة جدا وكرة النارة ستطال الجميع. الإدارة الامريكية لاتزال منقسمة بين صقور متشددين كجون بولتون ومايك بومبيو الذين يدعمون النهج العسكري وبين ترامب الذي يخشى الحرب وهو رجل صفقات وقد عاد وأك الجمعة الماضي رغم ما سبق من تصريحات أنه جاهز لعقد مفاوضات مع إيران وقتما تكون مستعدة لذلك.