بعد أن هزم العِراق و»تَعملق» أمام «الكروات»، يَختتم المنتخب اليوم تحضيراته ل «الكَان» بمواجهة افريقية خَالصة. هذا الإختبار الودي سيحتضنه رادس وسيكون ضدّ منتخب بورندي المُتأهّل بدوره إلى الكأس الإفريقية المُنتظرة في مصر بين 21 جوان و19 جويلية. وتبدو الفرصة مُناسبة ليُكمل الفريق الوطني سلسة الوديات بإنتصار مُفيد للمعنويات قبل ساعات من السّفر إلى مصر استعدادا للرسميات التي ستضعنا وجها لوجه مع منتخبات أنغولاومالي ومُوريتانيا. وبالتوازي مع الأهمية المَعنوية للإنتصارات الودية يحتاج «ألان جيراس» في لقاء اليوم إلى تقديم عرض كروي مُقنع لتعزيز الثقة في المجموعة الحالية وقطع الطريق على حَملات الإنتقاد التي طالته على خلفية إقصاء أكثر من نجم ذات ثِقل كما هو الحال بالنّسبة إلى علي معلول وصيام بن يوسف وبدرجة أقل فخرالدين بن يوسف. ومن المؤكد أن النجاح في الجمع بين النتيجة والأداء كما حصل في مُواجهة كرواتيا هو السّبيل الوحيد ليُثبت المدرب الوطني بأن الخيارات التي ينتهجها سليمة بنسبة ألف بالمائة هذا طبعا في انتظار الرسميات بوصفها المِقياس الأساسي لنحكم له أوعليه. ويُشكّل لقاء بورندي فرصة مُلائمة ليضع «جيراس» اللّمسات الأخيرة في الخطّة التي يعتزم المُراهنة عليها في الكأس الإفريقية ولوأن المُواجهتين الوديتين الفارطتين أمام العراقوكرواتيا أظهرتا للجميع أن مدرب المنتخب قد لا يكشف عن تشكيلته النهائية إلاّ مع انطلاق «الكَان». وهُناك عامل آخر يُحفّز المنتخب على إنهاء الوديات بالفوز على بورندي وهو حُضور الجمهور الذي سيأتي إلى رادس ليقطع الشك باليقين ويتأكد بأن فريقه أصبح في أتمّ الجَاهزية لرفع التّحدي في الملاعب المصرية. ولاشك في أن زملاء المساكني لن يبخلوا على جمهورهم الغَالي بالأهداف ولا باللّمسات الفنية حتى تَطمئن القلوب ويرتفع منسوب الثقة في المنتخب الحالم بتعويض خيبة المُونديال الروسي من بوّابة «كَان» مصر. الحديث عن المنتخب لن يُنسينا طبعا الخصم حتى وإن كان في نظر البعض من «الأقزام». ومن المُؤكد أن فريقنا الوطني سيّد العارفين بأن الكرة لا تعترف دائما بمنطق الأقوى والأقدم في الساحة بدليل «الصّفعات» التي تلقّتها تونس على يد فرق مغمورة مثل بوتسوانا والرأس الأخضر. ولا اختلاف في أن «مَوازين القوى» مُتباينة بين تونس وبورندي التي ستتذوّق طعم المشاركات الإفريقية للمرّة الأولى في تاريخها تماما مِثل الشقيقة مُوريتانا و»الصّديقة» مدغشقر (بلد أحمد أحمد). لكن هذا لا يُلغي احترامنا وتقديرنا لهذا الفريق الطّموح والحالم بالنجاح في الكأس الإفريقية وهو حقّ مشروع لبورندي المُتألقة في الرسميات والوديات. وكان منتخب بورندي قد اقتلع تأشيرة الذّهاب إلى «الكَان» بعد أن احتلّ المرتبة الثانية في المجموعة التي تضمّ أيضا مالي والغَابون وجنوب السُودان. وقد فرضت بورندي كذلك التعادل في اللقاء الودي الذي جمعها منذ أيام بالجزائر. وكلّ هذه المُعطيات تُقيم الحجّة على أن الفريق البورندي ليس «حربوشة» سَهلة الابتلاع ويملك الحدّ الأدنى من المُؤهلات التي تُخوّل له مُقارعة «القوى التقليدية» بقيادة مدربه المحلي «أوليفير نيونجيكو» وبعزيمة لاعبيه في مقدّمتهم مهاجم شبيبة القبائل عبد «الرزاق فيستون» المُتألق بشكل لافت في تصفيات «الكَان». عُموما سيكون لقاء بورندي اختبارا جيّدا للمنتخب الوطني الذي يريد توديع الجمهور التونسي بفوز معنوي وأداء واعد في انتظار التأكيد في الرسميات بداية من يوم 24 جوان أمام أنغولا. البرنامج: لقاء تحضيري لكأس افريقيا في رادس (س19 و15 دق): تونس - بورندي (الحكم المصري أحمد الغندور)