بعد توديع البطولة سيعيش الجمهور التونسي على وقع الكأس الإفريقية المُنتظرة في مصر بين 21 جوان و19 جويلية. وفي هذا السّياق اخترنا الإطّلاع على التحضيرات التونسية عبر الشهادة الحية لفريد بن بلقاسم الذي تمّ نقله بصفة مُؤقتة من تدريب الأولمبيين إلى الفريق الأول بهدف تقوية الإطار الفني واستثمار خِبراته بمثل هذه المواعيد القارية. * في البَدء كيف تَنظرون إلى المستوى العام للمنتخب بعد المُواجهتين الوديتين أمام العراقوكرواتيا؟ لقد حقّقنا فوزا معنويا على العراق في ملعب رادس وفعلنا الأمر نفسه ضدّ كرواتيا في عُقر دارها وأمام جمهورها. ومن حق الأحباء والمُتابعين الاحتفاء بالفوز على كرواتيا خاصّة أنها صاحبة الميدالية الفضية في مونديال 2018. كما أنها تضمّ في صفوفها العديد من النجوم المعروفة في أوروبا ومن ضِمنهم «مُودريتش» المُصنّف كأفضل لاعب في العالم. ومن المُلاحظ أن المردود الذي أظهره المنتخب أمام في كرواتيا تحسّن كثيرا مقارنة بلقاء العراق. وهذا الإرتفاع في النسق يُدرج ضمن المؤشرات الواعدة قبل أيام من استهلال مشاركتنا في كأس افريقيا. ويمكن التأكيد أن الانطباعات العامّة كانت جيّدة على هامش الانتصارين الوديين على العراقوكرواتيا لكن الحصيلة الايجابية في الوديات لن تجعلنا نغترّ ونُوهم أنفسنا بأن منتخبنا «كامل الأوصاف». وأعتقد شخصيا أن لقاء كرواتيا يبقى من «المُواجهات المَرجعية» قياسا بثقل الخصم لكن هذا لن يدفعنا إلى تضخيم الفوز على وصيف بطل العالم. ونحن نشعر بالإرتياح تجاه الأداء المُقدّم أمام كرواتيا لكنّنا على يقين أيضا بأن الأمر يتعلّق بلقاء ذات طابع ودي ومن المُحتمل أن لا يكون المنافس قد تعامل معه ب»الجِديّة» اللازمة. ونملك من التجارب والخبرات ما يسمح لنا بالتمييز بين نتائج الوديات والرسميات ولن نقع أبدا في فخّ المُغالطات. هذا ونُؤمن أيضا بأن مواجهة كرواتيا ستكون مختلفة تماما عمّا ينتظرنا في لقاءات أنغولا ومالي ومُوريتانيا. * لم تعد تفصلنا سوى أيام معدودة عن «الكَان» ومع ذلك فإن تشكيلة «جيراس» مازالت «غَامضة». فهل من ايضاحات في هذا الموضوع؟ يسمح لي موقعي في الإطار الفني للمنتخب بالتأكيد على جاهزية التشكيلة الأساسية. وقد أصبحت جلّ الأسماء التي سنراهن عليها معلومة. أمّا بخصوص «حالة الضّبابية» التي ميّزت التشكيلات المُعتمدة في الوديات فإن هذا الأمر «مقصود» وقد يَتواصل في لقاء اللّيلة أمام بورندي وهو فريق طموح ويملك امكانات لا يُستهان بها. وقد اخترنا انتهاج هذه «السياسة» بهدف تقوية المنافسة بين اللاعبين المدعوين واقناعهم بأن جميع العناصر مَعنية بالمشاركة بغضّ النظر عن «أقدميتها» وسِنّها والحيّز الزمني الذي سيتمتّع به كل لاعب. ونأمل طبعا أن يُفرز هذا التوجّه نتائج ايجابية على صعيد المنافسة وهي للأمانة ساخنة في العديد من المَواقع. * خلّفت «حَملة الابعادات» في صفوف بعض «النُجوم» جدلا لا ينتهي فهل من تفسيرات ل «الإقصاءات» التي طالت علي معلول وفخرالدين بن يوسف ومن قَبلهما صيام بن يوسف؟ لنتّفق أوّلا وقبل كلّ شيء على أن الإطار الفني للمنتخب لا يُمكنه الاستغناء عن أيّ «كوارجي» بوسعه إفادة فريقنا الوطني في «الكَان». لكن قد تحدث بعض الأشياء التي تفرض عليه التَخلي عن بعض الأسماء انتصارا للمصلحة العامة وحفاظا على تماسك المجموعة. وفي هذا السياق غادرنا علي معلول الذي يبقى من اللاعبين المُميّزين في مركزه كظهير أيسر لكن قيمته الفنية لا تعني أبدا أنها تضمن له الترسيم في التشكيلة الأساسية. ومن جَانبه، اختار صيام بن يوسف بملء إرادته عدم الالتحاق بالمنتخب «اعتراضا» أيضا على عدم تثبيته في التشكيلة الأساسية. أمّا فخرالدين بن يوسف فإنّه لم يكن للأمانة في أتمّ الجاهزية سواء على المستوى الفني أوحتّى البدني. وفد كان من الطبيعي الاستغناء عنه في المرحلة الحالية. وندرك جيّدا أن لإرضاء النّاس غاية لا تدرك ونعلم عين اليقين أن القائمة النهائية قابلة للنّقد لكن ثقتنا كبيرة في العناصر المُراهن عليها ونأمل أن تكسب التّحدي في كأس افريقيا. * يبقي المساكني والخزري من أهمّ وأبرز عناصرنا المهارية. فكيف تحكمون على أدائهما في الوديات؟ نحن نراهن بالدرجة الأولى على روح المجموعة ونعلّق في الوقت نفسه آمالنا على بعض الأسماء المَهارية لإحداث الفارق كما هو شأن نعيم السليتي ويوسف المساكني ووهبي الخزري. وقد أظهر هؤلاء استعدادات طيّبة هذا في انتظار التأكيد في النهائيات الافريقية. * يرى البعض أن الخزري يُعاني من بعض الكيلوغرامات الزائدة فهل تؤكد الأمر أم تَنفيه؟ لقد أظهر مُحترفنا في «سانت ايتيان» اصرارا كبيرا على التألق مع المنتخب كما أن وزنه «عَادي». * في الخِتام كيف تنظر إلى حظوظنا في «الكَان» وما هو «المَوقع الحقيقي» للشاب «الصّغير» مارك اللّمطي في لائحة المنتخب؟ بعيدا عن «حمّى» الترشيحات التي يراهن أصحابها على العديد من المنتخبات الافريقية والعربية للظفر باللّقب نؤكد أن طموحاتنا كبيرة. وسنفعل المستحيل للذهاب بعيدا في «الكَان» اسعادا للجماهير التونسية الحالمة بفرحة تُضاهي تلك عاشتها في تظاهرات دولية سابقة. أمّا بخوص مارك اللّمطي فإنه لاعب واعد وقادر على اللّعب في الدفاع وخط الوسط ولا يُساورنا أدنى شك في أنه سيكون من المفاجآت السّارة على المدى المتوسّط والبعيد. وأتمنى شخصيا أن يستفيد من تجربته مع المنتخب الأوّل قبل أن يساعدنا على تحقيق الأهداف التي تنتظرنا في المنتخب الأولمبي المُقبل على مواجهة حاسمة أمام الكامرون وذلك في سبتمبر القادم (في نطاق تصفيات «الكَان» المُؤهلة بدورها إلى الأولمبياد). فريد بن بلقاسم في سطور درب عدة أندية تونسية وخليجية مثل حمّام الأنف وقفصة ومستقبل قابس و»العروبة» و»الشعلة»... اشتغل كمدرب مساعد في المنتخب الوطني الأوّل (فترة سامي الطرابلسي) يقود حاليا المنتخب الأولمبي يضطلع الآن بمنصب مساعد في المنتخب الأوّل (خطّة ظرفية بمناسبة «كَان» مصر)