أحدثت الانتخابات المحلية التي تم إنجازها في الأيام الماضية لاختيار مرشحي الحركة للانتخابات الجهوية،زلزالا نسويا غيّر ملامح واجهة الحركة. ودفع بالنساء الى أعلى القائمات في حين تأخر رجال الحركة في الترتيب، حتى أن أسماء كبرى في الحركة يُتّفق على توصيفهم «بالمناضلين « أصبحوا في ذيل الترتيب بعد أن كانوا قادة بارزين في الحركة. تونس «الشروق» انتخابات داخلية يتم على إثرها إحالة القائمات الى المكتب التنفيذي للحركة الذي يتمتع بصلاحيات «ترتيبية «. حيث مكنه النظام الأساسي للحركة من بعض الصلاحيات على رأسها هامش تحرك يتعلق بإعادة ترتيب الأسماء المضمنة في القائمة. لكن مهما كان تدخل المكتب التنفيذي للحركة فإنه لن يغير الكثير في ما أفرزته الانتخابات الجهوية للحركة. سيدي بوزيد من المفاجآت التي افرزتها الانتخابات الداخلية في حركة النهضة، ما حدث في ولاية سيدي بوزيد. حيث تصدرت النائبة الحالية حياة العمري قائمة الشخصيات التي تدفع بها قاعدة النهضة في هذه الدائرة الانتخابية الى الانتخابات التشريعية. فحياة العمري ليست من العناصر المنتمية تنظيميا الى الحركة. وكانت خارجها تماما قبل انتخابات سنة 2014. حيث وقع الزج بها في قائمة حركة النهضة لإعطاء صورة مغايرة عن نساء النهضة، باعتبارها متحصلة على جوائز عالمية في اختصاصات عدة. حياة العمري تحصلت على 139 صوتا منتصرة على عبد الحميد حمدي الذي تحصل على 103. وهو من النهضاويين المعروفين في ولاية سيدي بوزيد. تونس 1 وتونس 2 دائرة تونس 1 أيضا كانت من المفاجآت التي أثثت مسار انتخاب مرشحي الحركة للانتخابات التشريعية. فهذه الدائرة شهدت ترشح النائب الحالي والوزير السابق عبد اللطيف المكي. وهو اصيل ولاية الكاف. وتعود الترشح على هذه الولاية. أما المفاجأة الثانية فكانت بفوز صفاء مدايني بالمرتبة الأولى ب 122 صوتا مقابل حصول عبد اللطيف المكي على 117. ما حدث في دائرة تونس 1، إضافة الى أنه أفضى إلى تصدّر المرأة المشهد فإنه جعل من شخصيات تُصنّف قيادات من الصف الأول في الحركة في ترتيب متأخر. أما دائرة تونس 2 فقد شهدت صعودا قويّا لنائبة المجلس الوطني التأسيسي ولكاتبة الدولة سابقا، امال عزوز مقابل شخصيات واجهة النهضة سياسيا وإعلاميا. فقد تحصلت امال عزوز على 95 صوتا مقابل حصول عبد الحميد الجلاصي على 91 صوتا ورئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني على 87 صوتا. قفصةوسوسة أما دائرة قفصة فشهدت صعود النائبة (حاليا) زينب البراهمي، التي تحصلت على المرتبة الأولى. وهي من الشخصيات الصاعدة في النهضة. وتمكنت من الفوز بالمرتبة الأولى في مقابل القيادي البارز في الحركة محسن السوداني. ويمكن اعتبار ما حدث في قفصة أمرا غير متوقع خاصة ان محسن السوداني يتمتع بثقل هام في قفصة. أما في دائرة سوسة فقد تمكنت وفاء عطية من الفوز على أحد القادة الهامين في حركة النهضة. وهو العجمي الوريمي.وتحصلت وفاء عطية على 153 صوتا في مقابل حصول العجمي الوريمي على 152 صوتا. صفاقس 2 وتطاوين في ما يتعلق بدائرة صفاقس 2 فقد شهدت اكتساحا نسويا، تمثل في فوز مريم بن بلقاسم ب 81 صوتا، مقابل حصول فاطمة بن بلقاسم على 81 صوتا في حين تحصل عبد العزيز الرقيعي على 71 صوتا. وتحصلت كلثوم بدر الدين على 68 صوتا في حين تحصلت ابتهال اللواتي على 67 صوتا . شهدت القائمة سيطرة نساء الحركة فالمراتب الخمس الأولى في القائمة لم يتمكن سوى رجل وحيد حجز مقعد ثالت معهن . دائرة تطاوين شهدت أيضا صعودا هاما للنساء. حيث تحصلت النائبة في البرلمان حاليا جميلة الجويني على المرتبة الأولى ب 93 صوتا في حين تحصل القيادي البارز في حركة النهضة وياد بومخلة على المرتبة الثانية ب 69 صوتا . قبليوالقيروان دائرة قبلي شهدت أيضا استنساخا للزلزال النسوي الذي ضرب قائمات حركة النهضة. حيث تحصلت النائبة حاليا في البرلمان محبوبة بن ضيف الله على المرتبة الأولى. وتقدمت على القيادي المعروف في حركة النهضة محمد إبراهيم . والأمر ذاته تكرّر في دائرة القيروان. حيث تمكنت نائبة المجلس الوطني التأسيسي ونائبة البرلمان الحالي على المرتبة الأولى ب 153 صوتا. وانتصرت بالتصويت على الحبيب المرزوقي الذي تحصل على 135 صوتا. فرنسا 1 الزلزال النسوي الذي أصاب قائمات حركة النهضة لم يكن داخليّا فقط. بل امتد حتى الى الدوائر الانتخابية خارج تونس. ففي دائرة فرنسا 1 تمكّنت سمية البهلول من كسر النسق الخطي لتفوق عدد من الشخصيات البارزة في الحركة على هذه القائمة. وفازت بالمرتبة الأولى في حين تحصل حبيب الدبابي على المرتبة الثانية. المكتب التنفيذي يمكن أن يحدث المكتب التنفيذي للحركة بعض التغييرات في ترتيب القائمات التي أفرزتها الانتخابات الجهوية لكنه غير قادر على تغيير ملامح كل القائمات. وهو ما يجعل أغلب قائمات حركة النهضة في الانتخابات التشريعية القادمة تقودها عناصر نسوية .