بعد أن أسدل الستار السبت الماضي 15 جوان على فعاليات الدورة الثانية من مهرجان السينما التونسية وباحت لجان التحكيم بأسماء المتوجين بالعصفور الذهبي، ما مآل هذه التظاهرة السينمائية الواعدة ؟ هل كانت مقنعة في تنظيمها وفي أهدافها وماذا تغير بعد انضوائها تحت وزارة الشؤون الثقافية بعد ان كانت مستقلة بيد جمعية المخرجين ؟ * تونس – «الشروق» –: أسئلة عديدة تتبادر للأذهان، بعيد اختتام مهرجان السينما التونسية في دورته الثانية، وخاصة إثر إعلان وزير الشؤون الثقافية في اختتام المهرجان عن بادرة رئيس الحكومة المتمثلة في مزيد النهوض بالصناعة السينمائية التونسية، حيث أكد أن وزارة الشؤون الثقافية بصدد العمل مع رئاسة الحكومة ووزارة المالية بهدف مضاعفة منحة الإنتاج السينمائي إلى 8 مليون دينار سنة 2020. وقد سبق هذا الإعلان أيضا، تخصيص ميزانية من وزارة الشؤون الثقافية عن طريق المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، قيمتها نصف مليار تقريبا، كدعم لمهرجان السينما التونسية، هذا المهرجان الذي جلب منظموه أعضاء للجان التحكيم من دول أجنبية ليحكموا بين أفلام تونسية، فهل أرضت هذه اللجان السينمائيين التونسيين؟ هذه الأسئلة طرحتها «الشروق»، على المخرجين السينمائيين سلمى بكار ومحمد علي النهدي وإبراهيم اللطيف وهو المخرج الوحيد بينهم من الذين شاركوا في الدورة الثانية من المهرجان بفيلمه «بورتو فارينا» وتوج بثلاث جوائز، وهي «أفضل ملابس» (بسمة الذوادي) وأفضل ممثل دور ثان (محمد السياري) وجائزة الإنتاج (المنتج توفيق قيقة). إجماع حول النتائج وقد أجمع كل من سلمى بكار ومحمد علي النهدي وإبراهيم اللطيف، على أن نتائج الدورة الثانية من مهرجان السينما التونسية، كانت متوقعة ومنطقية، ومثلت فرصة حقيقية للاحتفاء بالتقنيين ومختلف العاملين بالقطاع السينمائي، بيد أن المخرجة سلمى بكار التي توجت ابنتها رحمة البجاوي بجائزة الديكور عن ديكورها في فيلم «فتوى»، لاحظت أن الجوائز في الدورة الأولى من المهرجان، لم تكن مستحقة كما في الدورة الثانية مستحضرة أنه تم إسناد جائزة أحسن ملابس في الدورة الأولى لفيلم ليس به ملابس، وجائزتي الديكور لفيلمين ليس بهما ديكور حتى أن مخرج أحدهما استغرب من تتويجه... كما اعتبرت سلمى بكار أن الجوائز مهمة وأدخلت الفرحة على الفاعلين في القطاع السينمائي وخاصة التقنيين، بيد أنها عابت على لجنة التنظيم عدم الاتصال بالمتوجين من التقنيين ودعوتهم لتسلم جوائزهم في اختتام المهرجان. ومن جانبه اعتبر المخرج محمد علي النهدي أن جوائز الدورة الثانية من مهرجان السينما التونسية منطقية جدا، مشيرا إلى أن المهرجان أنصف فيلم «دشرة» مثلا، الذي تساءل عن سرّ تغييبه في الدورة الماضية من أيام قرطاج السينمائية، وهو ما يفهم منه إنه ثمة أشياء كبيرة تدور في كواليس الأيام، على حد تعبيره. الاستقلالية والدعم مطلوبان وعن مدى محافظة مهرجان السينما التونسية على استقلاليته، اعتبر محمد علي النهدي أن تنظيم جمعية المخرجين السينمائيين للمهرجان تحت رعاية وإشراف وزارة الشؤون الثقافية، له إيجابياته وسلبياته، فالاستقلالية مطلوبة من الجميع لكن الجانب المادي سيكون الجانب السلبي في هذه الاستقلالية، لأن دعم الوزارة المادي من أهم أسباب نجاح المهرجان، لكن محدثنا شدد على أنه لا يستبعد أن يتدخل الوزير في النتائج ما دامت الوزارة هي الممولة للمهرجان، وهو ما يخلق نوعا من التبعية على حد تعبيره. سلمى بكار من جانبها أكدت ضرورة أن يكون المهرجان مستقلا لأنه يعطي ديناميكية أكبر، لكنها شددت على أن الوزارة مهمة من حيث الدعم المادي، مع ضرورة فرض رقابة مالية حتى يذهب المال العام لمن يستحقه في إطار الشفافية والمصداقية. ومن جانب آخر بدا موقف المخرج إبراهيم اللطيف أكثر جرأة وحزما، حين شدد على أنه ضد تنظيم الوزارة للمهرجانات عموما، مبرزا أنه مع استقلالية مهرجان السينما التونسية، ومقترحا تنظيمه بالشراكة بين جمعيات المخرجين والمنتجين والتقنيين، لأن دخول الدولة يفقد المهرجان استقلاليته، رغم أن الدولة مشكورة على تمويلها للمهرجان، على حد قوله. ودعا اللطيف إلى ضرورة المحافظة على مهرجان السينما التونسية وتطويره في ظل تعدد الأفلام، لأنه مكسب وطني، لكن (والقول له) «يجب الفصل بين التتويجات التي يجب أن تكون على هامش المهرجان لا أن تكون العمود الفقري له، رغم قيمة الجوائز بالنسبة للتقنيين، كما يجب ألا تنحصر البرمجة على تونس العاصمة، وأن ينظم المهرجان في كامل جهات الجمهورية كأن تحتضن كل جهة دورة من دوراته مثلا». جوائز الدورة الثانية من مهرجان السينما التونسية - جائزة أفضل شريط قصير فيلم «إخوان» لمريم جوبار. - جائزة أفضل فيلم تحريك فيلم «سنفونية الحياة» للمخرج مصطفى التايب. - جائزة خاصة إلى فيلم «بطيخ الشيخ» لكوثر بن هنية. - جائزة أفضل فيلم وثائقي هبة الذوادي» عن فيلمها «بنت القمرة». - جائزة أفضل معالجة وثائقية فيلم «ع السكة» للمخرجة أريج السحيري. - جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم «لقشة من الدنيا» لنصر الدين السهيلي . كما نوهت لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية بفيلمين: «غزالة» لهاجر النفزي و«عطاشى تونس» لرضا التليلي. - جائزة أفضل صوت «أيمن التومي» عن فيلم «دشرة» للمخرج عبد الحميد بوشناق. - جائزة أفضل صورة «حاتم الناشي» عن فيلم دشرة. - جائزة أفضل ديكور «رحمة البجاوي» عن فيلم «فتوى». - جائزة أفضل مونتاج «غالية لاكروا» و»مالك شطا» عن فيلم «في عينيا» للمخرج «نجيب بالقاضي. - جائزة أفضل ملابس بسمة الذوادي عن فيلم «بورتو فارينا». - جائزة أفضل موسيقى لسليم بن صالح عن فيلم «في عينيا». - جائزة أفضل ممثل في دور ثان لمحمد السياري عن فيلم «بورتو فارينا» للمخرج ابراهيم اللطيف. - جائزة أفضل ممثلة في دور ثان الممثلتان «منى الماجري» عن فيلم «ولدي» لمحمد بن عطية و»سارة الحناشي» عن فيلم «فتوى» لمحمود بن محمود. - جائزة أفضل ممثل مناصفة بين «أحمد الحفيان» عن فيلم «فتوى» لمحمود بن محمود و«نضال السعدي» عن فيلم «في عينيا» لنجيب بالقاضي. - جائزة أفضل ممثلة ياسمين الديماسي عن دورها في فيلم «دشرة». - جائزة الدياسبورا الممثلة عائشة بن أحمد لتميزها وطنيا وعربيا. - جائزة أفضل سيناريو «محمود بن محمود» عن فيلم «فتوى». - جائزة الإنتاج، المنتج «توفيق قيقة» عن فيلم «بورتو فارينا». - جائزة أفضل إخراج إلى «عبد الحميد بوشناق» عن فيلمه «دشرة». - جائزة أفضل رؤية سينمائية متكاملة وهي الجائزة الكبرى في المهرجان إلى المخرج نجيب بالقاضي عن فيلمه «في عينيا».