لم يتوقف الحراك المناهض لكلّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني عن التصعيد في الايام الاخيرة فقد شهدت الساحة التونسية مسيرات منددة للزيارة التي قام بها وفد وصف بالصهيوني إلى جزيرة جربة في اطار الحج اليهودي لكنه تحول الى سياحة تطبيع وتمجيد لإسرائيل. تونس (الشروق) بعد الجدل الذي اثارته زيارة اكثر من 900تونسي لإسرائيل انتظمت في الايام الاخيرة سلسلة من التحركات المناهضة للتطبيع قادتها نحو 10 منظمات تونسية من بينها «المرصد المغاربي لتجريم التطبيع ودعم المقاومة» واتحاد الشغل كما شارك فيها قرابة 15 حزبا ساهموا في هذا الحراك الذي انطلق يوم السبت الماضي في العاصمة ثم يوم الاثنين في بنزرت وسيتواصل في كل الجهات وذلك اثر رواج صور وفيديوهات لإسرائيليين زاروا تونس بجوازات سفر اسرائيلية ومجدوا الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل كما راجت انباء حول زيارة للوفد الاسرائيلي اماكن قريبة من منزل الشهيد ابو جهاد مما شكل صدمة للراي العام التونسي ومكونات المجتمع المدني. وقد وجه النشطاء أصابع الاتهام لوزير السياحة روني الطرابلسي بتأمين رحلات لإسرائيليين للمشاركة في موسم «حج الغريبة» واستقبالهم في المطار ورغم ان هذه الاتهامات كذبها وزير السياحة الطرابلسي وفندتها وزارة الداخلية التونسية التي نفت دخول سواح بجواز سفر إسرائيلي. وذكرت الوزارة أن المنزل الذي تحدثت عنه قناة الميادين على ملك رجل أعمال تونسي يبعد قرابة 4 كيلومترات عن المنزل الذي اغتيل فيه أبو جهاد. جوازات اسرائيلية ويشار الى ان الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع كانت قد نظمت بمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل يوم السبت الماضي بحضور شخصيات وطنية عديدة مسيرة لمناهضة وتجريم كلّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وممثّليه ومؤسّساته وذلك على خلفية تنظيم زيارات سياحية بين تونس ودولة الاحتلال وزيارة إسرائيليين إلى تونس وقد طالب المشاركون في هذا الحراك بإقالة وزير السياحة روني الطرابلسي وإصدار قانون يجرم التطبيع كما طالبوا باحترام السيادة الوطنية في تنظيم الرحلات وذلك بعد رواج صور وفيديوهات عن دخول سياح إسرائيليين لزيارة معبد الغريبة اليهودي بجربة لكن هذا الحدث لم يمر هذه السنة مرور الكرام اذ لم يكتف زوار الغريبة بالسياحة الدينية بل تم إقامة مسلك سياحي يمر بالقرب من منزل الشهيد خليل الوزير «أبو جهاد» بالضاحية الشمالية للعاصمة وقد شملت الزيارة وفق المرصد القصبة اذ تم القاط صور للحافلة التي تقلهم في تلك المنطقة وجهة المرسى وسيدي بوسعيد وشارع الحبيب بورقيبة ورفعت شعارات «تحيا إسرائيل تحيا تونس» ورغم ان السلط الرسمية التونسية نفت ان يكون قد دخل تونس أي سائح بجواز سفر إسرائيلي الا ان رئيس المرصد أحمد الكحلاوي يؤكد ان القادمين الى تونس في اطار حج الغريبة قدموا من ثلاث وجهات وهي اسرائيل وتركيا بجوازات سفر اسرائيلية ومن اوروبا بجوازات سفر اخرى. ويشار الى ان عديد القنوات بثت صورا لجوازات سفر تؤكد دخول إسرائيليين بجوازات سفر اسرائيلية بتواريخ تتزامن مع الغريبة وطالب المرصد بسن قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني وبطرد المسؤولين الذين يهددون الأمن الوطني من مختلف الدوائر الحكومية. سياحة التطبيع ويشار الى ان انطلاق الاشتباه في عدم اكتفاء وفد حجيج الغريبة بالسياحة الدينية والمرور الى سياحة التطبيع جاء بعد نشر القناة ال12 الصهيونية تقريرا حول زيارة وفد صهيوني الى جزيرة جربة التونسية في اطار «الحج الى كنيس يهودي وقد دخل وفد الكيان الاراضي التونسية بجوازات سفر صهيونية وورد في التقرير ان وزير السياحة «روني الطرابلسي» كان في استقبال مئات الصهاينة الذين دخلوا البلد بجوازات سفر صهيونية بدعوى الحج والسياحة. وهو ما استفز الراي العام التونسي ومكونات المجتمع المدني باعتبار اهمية القضية الفلسطينية ومنزلتها في قلوب عموم التونسيين وما زاد الطين بلة تمكين الوفد الاسرائيلي من التجول قرب منزل الشهيد «ابو جهاد» وفق ما تم ترويجه من صور وفيديوهات وقد اغتيل الشهيد في عام 1988 في تونس بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وكانت قناة ناطقة بالعبرية قد نشرت تقريرا يظهر مجموعة من الإسرائيليين في تونس وهم يرددون أهازيج وأدعية للجيش الإسرائيلي وتظهر اسرائيليين وهم يرددون «يحيا الجيش الإسرائيلي» «تحيا إسرائيل». على الاراضي التونسية التي تعرضت للعدوان الاسرائيلي في اكثر من مناسبة اخرها اغتيال التونسي محمد الزواري الذي استشهد في ديسمبر 2016 بتونس بالإضافة الى اغتيال قادة فلسطينيينوتونسيين في غارات استهدفت مراكز سكن فلسطينية في تونس خلال السنوات الماضية. وفي هذا الاطار ادان المرصد المغاربي لتجريم التطبيع ودعم المقاومة بشدة هذه الجرائم الصهيونية المتراكمة كما حمل السلط السياسية والأوساط المتصهينة في تونس وفي كافة أقطار المغرب العربي المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم التي لم تحرك ساكنا لمواجهتها رغم ان دولنا لا تقيم علاقات مع عدو نحن رسميا وشعبيا في حالة حرب مع العدو. أحمد كحلاوي رئيس المرصد المغاربي لتجريم التطبيع ودعم المقاومة .. تحول وفد الغريبة من وفد ديني الى سياحي تطبيعي ذكر احمد كحلاوي رئيس المرصد المغاربي لتجريم التطبيع ودعم المقاومة «ان وزير السياحة روني الطرابلسي استقبل «السياح» الصهاينة القادمين من فلسطينالمحتلة وتركيا بجوازات سفر اسرائيلية ومن بلدان اوروبية بجوازات واضاف ان الوزير اشتغل «دليلا سياحيا» للوفد الصهيوني ومكنهم بعد «الحج المزعوم» من العربدة في شوارع تونس فرفعوا شعار «تحيا اسرائيل» وشعار «يحيا الجيش الاسرائيلي» الذي قتل ابرياء من فلسطينوتونس ودول عربية دون ان يثبت حقهم الى اليوم وقد نزل الوفد بساحة القصبة ليحتفلوا هناك كما انتقلوا الى ضاحية سيدي بوسعيد حيث «احتفلوا» نكاية في العرب والمقامة الفلسطينية وتزامنت هذه الاحتفالات الاسرائيلية في تونس مع الذكرى 31 لاستشهاد القائد الشهيد ابو جهاد ليزيدوا من اوجاعنا» واعتبر المتحدث «انها استباحة غير مسبوقة و اهانة للشهداء للمقاومة ولامتنا العربية ولمناهضي الصهيونية في العالم ...كان يوم الحج اليهودي الصهيوني للغريبة يوما اسودا في تاريخ تونس المعاصر يوما حزينا وذلك لتحول الوفد الديني الى وفد سياحي تطبيعي واضاف ان الحراك الذي تم مؤخرا في تونس ضد التطبيع سيتواصل في كل الجهات للمطالبة بمحاسبة كل المسؤولين على التجاوزات التي حدثت والتي وثقها بالصور والادلة المرصد بالإضافة الى الدعوة الى اقالة وزير السياحة الطرابلسي الذي يعد مسؤولا عن تسهيل زيارة اسرائيليين الى تونس.