قال ناصر كامل امين عام الاتحاد من اجل المتوسط ان التبادل التجاري بين دول جنوب المتوسط لم يرتق بعد الى المستوى المامول وانه آن الاوان لمزيد العناية به معتبرا ان تونس بامكانها التميّز اقتصاديا في هذه المنطقة. القاهرة - الشروق- في حوار خص به «الشروق» على هامش مؤتمر الاعمال الذي نظمه الاتحاد من اجل المتوسط الثلاثاء بالعاصمة المصرية القاهرة، اكد ناصر كامل ان تقوية التبادل التجاري بين دول جنوب المتوسط - وهي اساسا دول عربية- بات اليوم من اهم اهداف الاتحاد خصوصا انه انبثق عن توصيات اجتماع العام الماضي لوزراء التجارة بالاتحاد والتي تذهب اكثر من ذلك بالدعوة الى منطقة تجارة حرة اورومتوسطية وهو الهدف الاسمى. . تقوية التجارة العربية قال المتحدث ان اجتماع القاهرة ركز اساسا على فكرة التجارة البينية بين دول جنوب المتوسط باعتبارها ضعيفة جدا اليوم مقارنة بالتجارة جنوب - شمال . واضاف انه توجد قاعدة هامة يمكن الاستناد اليها لتحقيق هذا الهدف وهي اتفاقية اغادير التي تجمع تونس ومصر والمغرب والاردن وستضم قريبا لبنان وفلسطين. وقد حققت هذه الاتفاقية انجازات هامة لكنها ما زالت دون المأمول لحد الآن وسيقع العمل صلب الاتحاد من اجل المتوسط على ان تكون هذه الاتفاقية قاعدة لانشاء المنطقة الحرة الكبرى للتجارة العربية. واستحضر المتحدث في هذا السياق التجربة الاوروبية التي بدات باتفاقية شراكة بسيطة بين بعض الدول وانتهى الامر اليوم الى الاتحاد الاوروبي بشكله الحالي القوي. فهذه الدول العربية ( جنوب وشرق المتوسط) حسب المتحدث متقاربة وعلاقاتها السياسية مستقرة واحيانا جيدة ولا توجد بينها مشاكل ديبلوماسية او سياسية وهو ما يعني انه لا يوجد اي مبرر لتعطيل التقارب الاقتصادي الكامل والشراكة بينها والانفتاح وانشاء منطقة تبادل عربية حر . وحسب رأيه فان المبرر الوحيد لهذا التعطيل هو غياب الارادة السياسية والجرأة والشجاعة لدى الدول. واعتبر المتحدث ان المشكل يكمن على ما يبدو في ان هذه الدول تخشى ان فتح الاسواق قد يؤثر سلبا على بعض القطاعات لديها مؤكدا ان ذلك قد يحصل فعلا لكن وقتيا و على المدى القصير فقط لكن على المدى المتوسط والطويل سيقع تعويض كل شيء،. فالانفتاح والتقارب الاقتصادي بين الدول عادة ما تكون له نتائج ايجابية ولا بد دائما من اخذ اوروبا كمثال لنجاعة وجدوى التقارب والانفتاح التجاري والاقتصادي عموما. تونس نموذجا لكن ... اعتبر ناصر كامل ان تونس بامكانها تحقيق الأفضل على الصعيد الاقتصادي خصوصا انها كانت دائما نموذجا وسباقة في بعض التوجهات على غرار ارساء صناعة تركيب السيارات وصناعة مكونات السيارات وصناعة النسيج وابرام اول اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي منذ سنة 1995 ، لكنها اليوم اصبحت تمر ببعض الصعوبات الاقتصادية وقد تحاوزتها بعض دول المنطقة في بعض المجالات. وقال بالخصوص ان تونس تزخر بزاد بشري متميز في العالم العربي يرتكز على قوة التعليم وعلى تطور دور المرأة وعلى ذكاء شبابها وعلى قيم مجتمعية حداثية وبامكان كل ذلك ان يساعدها على مزيد القفز مجددا الى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وان تكون سباقة مرة اخرى في تحقيق الهدف الاهم للاتحاد من اجل المتوسط وهو تطوير التبادل البيني والشراكة بين دول جنوب المتوسط، لكن شريطة تغيير وتطوير النموذج الاقتصادي فيها.. واعتبر ايضا انه بامكانها مزيد الاستفادة من الشراكة القائمة مع الاتحاد الاوروبي والشراكة المستقبلية باتفاقية أليكا قائلا ان هذه الاتفاقية ليست بالخطورة التي يتصورها البعض وقد تكون لها فعلا انعكاسات سلبية لكنها مؤقتة وظرفية وستزول على المدى البعيد. منطقة واعدة اعتبر ناصر كامل ان المنطقة العربية لجنوب وشرق المتوسط بها فرص عديدة وانه يجري في الاتحاد العمل على استغلالها لتمكين الدول من الالتحاق بالثورة الصناعية الرابعة المبنية اساسا على منصات التكنولوجيا الحديثة لان جزءا كبيرا من الثروة يرتبط اليوم باستخدامات التكنولوجيا. وقال كامل «نحن في الاتحاد نسعى لتعريف الدول والحكومات بهذه الفرص خصوصا ان البنية الاساسية الرقمية والتكنولوجية متوفرة في كل دول المنطقة ولنا امكانات بشرية وخاصة شبابية كبرى في القطاع الرقمي والتكنولوجي ولا بد من تحويلها لوسائط منتجة ومربحة وليس فقط لاستعمالها فقط في الترفيه والاستهلاك غير المنتج على غرار تطبيقها مثلا في مجالات البيئة والفلاحة والشراء وتوفير المستلزمات وتبادل الخدمات والحكومة الالكترونية وغير ذلك». وعلى صعيد آخر اكد امين عام اتحاد المتوسط ان الاتحاد الاوروبي يدعم مثل هذا التقارب بين دول جنوب المتوسط وقد دعم مثلا في السابق اتفاقية اغادير.. فأوروبا تريد التصدي للهجرة غير الشرعية ويمكن للتطور الاقتصادي في دول الجنوب وتطور المبادلات بينها ان يساعدها على ذلك.