القاهرة - الشروق شاركت تونس أمس الثلاثاء بالعاصمة المصرية القاهرة في منتدى الأعمال الذي نظمه الاتحاد من اجل المتوسط للتباحث حول مزيد دفع علاقات التعاون الاقتصادي والشراكة التجارية والتبادل بين دول منطقة جنوب المتوسط. وياتي هذا الاجتماع خصوصا لدعم المبادلات التجارية بين بلدان جنوب المتوسط وهي اساسا الدول العربية بشمال افريقيا (تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر) والشرق الاوسط (الاردنولبنان وفلسطين وسوريا). حيث لا تتعدى المبادلات التجارية بين هذه الدول 1 و 2 بالمائة من مبادلاتها عكس مبادلاتها مع دول شمال المتوسط (أوروبا) او مع بعض الدول الآسياوية ويهم هذا الضعف بالاساس عدة مجالات ابرزها تبادل السلع واقتحام الاسواق وكذلك التجارة الالكترونية بين هذه الدول والتي تحولت الى خيار لا مفر منه في الدول التي تريد تحقيق التقدم الاقتصادي الى جانب تبادل الاستثمارات في الدول المعنية. وتم بالمناسبة استعراض جملة المشاكل المتسببة في ذلك على غرار الحواجز الجمركية وضعف القطاع الخاص وغياب الاحاطة بالمصدرين الخواص وغياب اتفاقيات تسهل نشاطهم وتسهل ايضا تبادل الاستثمارات في منطقة جنوب المتوسط مع غياب الارادة السياسية احيانا. واكد الحاضرون على ما تزخر به دول جنوب المتوسط من ثروات طبيعية وبشرية ومن فرص تعاون وتبادل ومن موقع متميز يساعدها على التواصل برا وبحرا وجوا والكترونيا ومن حيث اللغة الى جانب التقارب الاجتماعي بين الشعوب. لكن رغم ذلك لم يرتق التعاون والشراكة الى المستوى المطلوب ويتطلب اكثر جراة وشجاعة من السلط السياسية في البلدان المعنية. وقال كاتب الدولة للتجارة وممثل تونس في المنتدى سمير بشوال في تصريح خص به «الشروق» ان حضور تونس اليوم ياتي تنفيذا لتوصية وزراء التجارة ببلدان الاتحاد لمزيد الدفع بالتبادل التجاري في ما بينها. واضاف ان تونس بوصفها عضوا في الاتفاقية العربية المتوسطية للتبادل الحر (اتفاقية اغادير) ستعمل على جعل هذه الاتفاقية ارضية جاهزة لتحقيق اهداف الاتحاد من اجل المتوسط وهي اساسا تقوية التقارب والانفتاح الاقتصادي العربي - المتوسطي. وتضم اتفاقية اغادير دولا من جنوب وشرق المتوسط وهي تونس والمغرب ومصر والاردن وقد تنضاف اليها لبنان وفلسطين في القريب في انتظار البقية ويمكن ان تساعد على تحقيق هذا الهدف. واكد سمير بشوال ان تونس التي ستتولى بداية من سنة 2020 رئاسة الوحدة الفنية لاتفاقية اغادير ستعمل على تحقيق هذا التمشي وعلى دعم التعاون والتبادل البيني بين دول جنوب المتوسط وهو ما عبر عنه المشاركون في اجتماع الاتحاد من اجل المتوسط بالقاهرة. واكد كاتب الدولة ان حضور تونس المتوسطي كان دائما متميزا سواء على مستوى اتفاقية اغادير او الاتحاد من اجل المتوسط او الاتحاد الاوروبي وسيقع العمل على مزيد دعمه في قادم السنوات على ارض الواقع والحصول على الدعم المتوفر من الاتحاد الاوروبي لبلدان الجنوب وما يوفره الاتحاد من اجل المتوسط من فرص دعم وشراكة ايضا في هذا المجال لمزيد تحقيق النمو الاقتصادي . وحول اتفاقية «أليكا» والمخاوف التي تطرحها في تونس وامكانية تسببها في تعطيل مزيد انفتاح تونس على محيطها الاوروبي والمتوسطي وعلى حضورها فيه قال سمير بشوال ان رئيس الحكومة يوسف الشاهد كان واضحا في هذا المجال بالقول انه لم يقع الى حد الآن توقيع هذا الاتفاق وانه لن يتم التوقيع او اخذ اي التزام ليست فيه مصلحة تونس وايضا توجد مراقبة برلمانية على اتفاقية اليكا وستخضع طبعا لمصادقة مجلس النواب وبالتالي لن يتسنى للحكومة التصرف فيها بمفردها فيه . واكد المتحدث بالخصوص انه عموما لا يمكن ابرام اتفاقيات ملزمة لتونس الا اذا كانت في اطار مقاربة ربحية لكل الاطراف لا سيما لتونس. وقال محمد رزاز مسؤول في فريق تنمية الأعمال والتوظيف بالاتحاد من أجل المتوسط ان تونس اكثر من مجرد دولة عضو وهي منخرطة بشكل قوي في أنشطة الاتحاد . من ذلك مثلا ان اهم مبادرة للاتحاد وهي المبادرة المتوسطية للتوظيف وقع اطلاقها من تونس سنة 2013 وهي عبارة عن مظلة للمشاريع التي تهدف الى خلق فرص العمل ودعم الشركات الصغرى والمتوسطة وربط الصلة بين الباحثين عن عمل وفرص العمل في المنطقة. واضاف ان تونس تواصل اليوم لعب دور هام في الاتحاد من اجل تحقيق اهدافه خاصة الهدف الذي وقع تداوله في هذا الاجتماع وهو مزيد تقوية وتفعيل التبادل التجاري بين دول جنوب المتوسط وايضا تطوير التجارة الالكترونية في ما بينها.