الجزائر (وكالات) شهدت عدد من المدن في الجزائر، مظاهرات شعبية في الجمعة ال18 منذ بدء الحراك الشعبي، للتأكيد على التمسّك بالوحدة الوطنية ورفضًا لمحاولات بث التفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، حيث جرى مصادرة رايات زاحمت علم الجزائر، تنفيذًا لتعليمات قيادة أركان الجيش. وشهدت محافظاتالجزائر العاصمة، البويرة، بومرداس، البليدة، تيبازة وعنابة والطارف وڨالمة وغيرها، مظاهرات رفعت فيها عدّة لافتات وسط هتافات ركّزت على وحدة الجزائريين، ورفضهم القاطع لكل الدعوات الغريبة التي تلعب على وتر إثني جهوي عصبي. وأكّد جزائريون مشاركون في المظاهرات في العاصمة، رفضهم القاطع ل"العصبية والقبلية"، معلنين دعمهم لكافة الجهود التي تدعم الوحدة الوطنية. وجاء الحراك الشعبي، بعد خطاب الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري الذي أطلق مبادرة "للجزائر علم واحد، ورفع رايات أخرى قضية حساسة". وقال قايد صالح أثناء زيارته لناحية عسكرية في مدينة بشار إن «للجزائر علما واحدا استشهد من أجله ملايين الشهداء، وراية واحدة هي الوحيدة التي تمثل رمز سيادة الجزائر واستقلالها ووحدتها الترابية والشعبية». وأضاف قائد الجيش أن «رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة جدا قضية حساسة تتمثل في محاولة اختراق المسيرات»، مؤكدا على أن أوامر صدرت لقوات الأمن «من أجل التطبيق الصارم والدقيق للقوانين سارية المفعول والتصدي لكل من يحاول مرة أخرى المساس بمشاعر الجزائريين في هذا المجال الحساس». وبخصوص الانسداد السياسي الذي تعرفه البلاد، شدد قايد صالح على أنه «لا خوف على مستقبل الجزائر بلد ملايين الشهداء، لأنها ستعرف بفضل أبنائها المخلصين كيف تلتمس طريقها نحو الأمن والأمان». ويرى متابعون أن قائد الجيش الجزائري قصد بتصريحاته الراية الأمازيغية التي تعتبرها شريحة واسعة من الجزائريين راية ثقافية ترمز لمكون من مكونات الهوية في الجزائر وشمال إفريقيا. يذكر أن المئات من المتظاهرين حملوا الأعلام الأمازيغية إلى جانب الراية الرسمية الجزائرية في المظاهرات الأخيرة التي تعرفها الجزائر.