قال الكاتب والباحث الأكاديمي الليبي محمد ابوراس الشريف في تصريح خاص ل «الشروق» ان المعركة الدائرة الآن في العاصمة طرابلس لتحريرها من الميليشيات اقتربت من النهاية مضيفا أن تونس شريك استراتيجي في ليبيا المستقبل. كيف تقرأ التطورات الأخيرة لمعركة تحرير طرابلس؟ المعركة مازالت في طور الكر والفر وهي مرحلة تشبه مرحلة الاستنزاف وجر للمليشيات والجماعات المسلحة المتخندقة والمتمرسة بين المدنيين خارج الأحياء السكنية لتقليل نسبة الأضرار المدنية وحماية المنشآت المدنية التابعة للدولة أو للأفراد من التدمير وحماية المدنيين من القصف العشوائي وجعلهم دروعا بشرية لصالح تلك المليشيات وقد لاحظنا ذلك في كل المحاور سوى محور طريق المطار أو محور عين زارة ومحور العزيزية أو الزطارنة بحيث استطاعت القوة العسكرية النظامية المتمركزة فى تلك المواقع من نصب الكمائن والالتفاف فى اكثر من عملية وهذه تعد ضمن التكتيك الاستراتيجي العسكري هل يمكن تحديد سقف زمني لانتهاء هذه المعركة؟ وأي مصير للميليشيات؟ اعتقد انه لاوجود لسقف واضح ولكن على ما يبدو ان المليشيات الآن فى حالة إعياء وإنهاك وأيضاً تشتت فكري وبدني وهروب عدد من قادة وزعماء تلك المليشيات خارج العاصمة طرابلس وعدم العودة لها وهذا يدل على قرب الحسم العسكري لصالح الجيش. برأيك هل يعني حديث المشير خليفة عن عدم جدوى الحل العسكري فقط ،وجود مصالحة في الأفق توحد ليبيا المستقبل؟ مصيرها سيكون الزوال وتجريدها من السلاح ومحاكمة أمرائها وكل من ارتكاب جرائم ضد البلاد والعباد ومحاسبتهم لسرقتهم أموال الليبيين من خلال استخدام القوة والترهيب لموظفي الدولة وللمواطنين الذين تعرضوا للإهانة أمام المصارف والبنوك ومحطات الوقود وفى الشارع العام وأيضاً للسطو المسلح والحرابة والخطف الممنهج وطلب الفدية ومحاسبتهم على تهريب البشر والمخدرات من خلال المتاجرة بها وجعل ليبيا منطقة عبور " ترانزيت « لتلك الأعمال الإجرامية. المصالحة ستكون بعد الانتهاء من العمليات العسكرية وليس قبل أو اثناء العمل العسكري وهذا ما فهمته من كلام المشير وهذا يدل على النية الحسنة في مشاركة الجميع لبناء دولة ليبية جديدة بعيداً عن الأحقاد وتراكماته المزعجة وإعادة لحمة المجتمع وترميم النسيج الاجتماعي الذي تعرض للرتق خلال السنوات الماضية مما يتوجب اعادة ترميمه وتقويته. ما هو المخرج السياسي المناسب لليبيا الآن للقضاء على الفوضى وتوحيد البلاد من جديد؟ الحل هو ما يحدث الآن وهو اعادة سيطرة الجيش وكل القوة الأمنية لإعادة الاستقرار ثم خوض الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية بكل حرية دون أي ضغوطات وهذا ما نعتقد اننا مقدمون عليه إذا ما تم سيطرة الجيش والأجهزة الأمنية في البلاد والقضاء على المليشيات المسلحة وإعادة هيبة الدولة من خلال منظومة القضاء . أي دور لدول الجوار في ليبيا المستقبل؟ دول الجوار دائماً لها دور فاعل وتاريخي من خلال التعاون المشترك والمساهمة في اعادة البناء لليبيا وأيضاً لا نغفل التنسيق الأمني والتكامل الاقتصادي والذي تعرض خلال السنوات الماضية للفتور بسبب ما حدث لليبيا من فوضى واعتقد ان اغلب اللّيبيين لديهم الرغبة الجادة والحقيقية لإعادة تلك العلاقات التاريخية وهي علاقات الشراكة والتكامل والتوازن في كل المجالات وبالأخص دولة تونس باعتبارها الجناح المهم لليبيا حيث تعتبر ليبيا وتونس نموذجا للتعاون المتكامل والاستراتيجي قبل مرحلة الفوضى التي عاشتها ليبيا في السنوات الماضية. كيف تدخلت تركيا بالسلاح في معارك ليبيا؟ تونس (الشروق) لتركيا تاريخ طويل في اشعال الأزمة الليبية عبر مدّ الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق بالأسلحة والعتاد والذخائر نستعرضها كالآتي: في سبتمبر 2015 ضبطت السلطات اليونانية سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت تتجه إلى ليبيا، حين داهم زورق تابع لخفر السواحل السفينة التي أبحرت من ميناء الإسكندرونة التركي - إلى ميناء هيراكليون على جزيرة كريت اليونانية. في جانفي 2018 ضبط خفر السواحل اليونانية أيضا سفينة تركية محملة بالمتفجرات كانت متجهة إلى ليبيا. وأشارت بيانات تأمين السفينة إلى أنه جرى تحميل ما عليها من مواد في ميناءي مرسين والإسنكدرونة التركيين، وأن الربان تلقى أوامر من مالك السفينة بالإبحار إلى مدينة مصراتة الليبية، لتفريغ الحمولة بأكملها. في شهر ديسمبر 2018 وصلت سفينة تركية إلى ميناء الخمس، محملة بالأسلحة والذخائر، وقالت خدمات الجمارك بمطار بنينا في بنغازي على حسابها الرسمي على فيسبوك، إن الشحنة التي أرسلت من تركيا شملت 3 آلاف مسدس تركي الصنع، إضافة إلى مسدسات أخرى وبنادق صيد وذخائر. في شهر ماي 2019 وصلت سفينة «أمازون» التركية، المحملة بأسلحة وآليات عسكرية إلى ميناء طرابلس في ليبيا الخاضع لسيطرة الميليشيات، قادمة من ميناء سامسون التركي.