شهد أمس قسم الولدان بمستشفى محمد التلاتلي بنابل، وفاة 06 رضّع، خلال الثلاثة أيام الأخيرة، مما أدى إلى حالة من الاحتقان في صفوف الأولياء، في المقابل اكدت وزيرة الصحة بالنيابة ان اسباب الوفاة تبدو طبيعية. مكتب نابل (الشروق) حاول أحد الأولياء اقتحام مقر الاجتماع المغلق، الذي عقدته وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ مع المديرة الجهوية للصحة دلال الزواوي ووالية نابل وعدد من الإطارات الطبية بالمستشفى. وقد أكد نزار الشنوفي والد أحد الرضع المتوفين، في تصريح ل"الشروق" أنه يريد مقابلة الوزيرة لإعلامها بانه تمت طمأنته، واعلامه بأنه سيتم نقل رضيعه إلى أحد المستشفيات بتونس، لعدم وجود التجهيزات اللازمة بعد ولادته، في الشهر السابع، يوم السبت الفارط، إلا أنه تفاجأبعدم وجود اسم ابنه بالمستشفى العسكري بتونس مثلما تم إعلامه، مشيرا إلى تقصير الإطارات الطبية وشبه الطبية، مؤكدا انه فوجئ بوجود ابنه وبقية الرضع المتوفين في ما يعرف ب"الكردونة". تقصير واتهامات من جهتها، بينت صابرين حنين عتيق أن ابنها محمد أمين توفي ولم يتم إعلامها وأنه من حقها وبقية الأمهات توفير الصحة لأبنائهم بعد عجزهم عن دفع تكاليف العلاج بالمصحات الخاصة. كما بين محمد القصبي والد رضيع متوف أن زوجته لم تلق العناية اللازمة وكانت تتألم منذ الليل إلى مطلع الفجر، إلى أن ولدت، موجها رسالة إلى وزيرة الصحة بالنزول على عين المكان خلال الليل عند ولادة العديد من النسوة ومعاينة الوضع وتوفير التجهيزات اللازمة . وقد عاينت «الشروق» أمام المستشفى دخول امرأة في حالة هستيرية، متهمة الطاقم الطبي وشبه الطبي بالتقصير، مشيرة الى انها تلقت فاجعة مماثلة يوم 20 فيفري الماضي، بعد تلقيها خبر وفاة ابنتها، بعد أسبوع من ولادتها، بسبب نزيف كما طالبت احدى الامهات من وزيرة الصحة، بإنقاذ ابنتها البالغة من العمر09 أشهر، ونقلها إلى تونس لإسعافها بعد تعكر حالتها الصحية. الوزيرة... توضح من جانبها، أكدت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ في تصريح ل»الشروق» على هامش الاجتماع الذي عقدته بعد تسجيل وفاة 06 رضع، ان وفاتهم كانت طبيعية، وناتجة عن ولادة صعبة وعسيرة، وان أربعة منهم كانت ولادتهم مبكرة ما بين 06 و08 أشهر وسبب الوفاة يعود إلى تأخر النمو والصعوبات الحادة في التنفس، مما أدى إلى تعكرات حادة، رغم كل الإسعافات الضرورية المركزة التي أمنها الفريق العامل بالقسم من فريق طبي وشبه طبي وممرضين وعملة. وأشارت الوزيرة أن رضيعين كانا يعانيان من مشاكل صحيّة وتم إيواؤهما بالقسم وحالتهما حرجة، احدهما رضيعة مصابة بقصور قلبي ورضيع مصاب بانهيار حاد في المناعة . وتابعت الوزيرة أنها خلال الاجتماع علمت بوجود بعض النقائص بقسم الولدان والأطفال بالمستشفى إلى جانب وجود نقص في الإطارات الطبية وشبه الطبية مشيرة الى أنه تم تخصيص صناديق خشبية وأخرى كرتونية بيضاء لوضع جثث الرضع بها وتسليمهم إلى عائلاتهم. ونفت الوزيرة تسليم جثث الرضع المتوفين بمستشفى محمد التلاتلي بنابل في ما يعرف ب «الكرذونة»، نافية ارتفاع عدد الوفيات إلى 07 في صفوف الرضع. وضع كارثي للمستشفى من جهة اخرى، رفض رئيس قسم الأطفال والولدان بمستشفى محمد التلاتلي هيثم بشروش الإدلاء بأية تصريحات حول حادثة وفاة 6 رضّع بالمستشفى المذكور علما أنه في وقت سابق كان هدد بتقديم استقالته من منصبه نظرا للوضعيّة الكارثية لهذا المستشفى، بعد الوصول إلى طريق مسدود بخصوص الإصلاح وفق ما صرّح به لعدد من وسائل الاعلام، علما انه وجّه رسالة، يوم الثلاثاء 12 مارس 2019، إلى وزيرة الصحة بالنيابة وطلب منها جلسة استعجالية لإنقاذ منظومة صحة الأطفال بولاية نابل.وأعلم الطبيب الوزيرة بخطورة الوضع داخل هذا المستشفى و النتائج الكارثية إذ لم يقع التدخل لحل الأزمة، كما أنه أعلمها باستقالته النهائية، والمغادرة بتاريخ 1 جويلية 2019. فتح تحقيق من جانبها، أكدت ريم الحفار تقني سام بوزارة الصحة ان المستشفى تنقصه عدة تجهيزات، منها آلة التحليل التي لا تعمل لنقص التقنيين والإطارات، مشيرة الى أن مخبر التحاليل لا يوجد به رئيس قسم، إلى جانب العطب الذي تشهده مرارا عدة آلات بالمستشفى . من جهة اخرى، فقد أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بنابل كريم بوليلة أنه تم فتح بحث تحقيقي في وفاة الرضع بمستشفى محمد التلاتلي بنابل وتنقل قاضي التحقيق وممثل النيابة العمومية للمستشفى، أين تمت معاينة 4 حالات فقط من ضمن ال 6 وفيات تحوم حولها شبهات حول أسباب وفاتهم، مشيرا الى أنه تم ايضا فتح بحث اولي حول عملية تسليم الجثث قبل تعهد السلط القضائية بالموضوع. سناء بنساسي وربيع قاسم