أنامل أبدعت وأفكار اختلفت لتفرز لوحة خزفية مساحتها 41 مترا مربعا بإمضاء 600 فنان تونسي اجتمعوا على جمال التنوع وثراء الاختلاف في تلك الجدارية التي تحلت بها واجهة دار الثقافة ابن رشيق أمس الأول بحضور المشاركين في إنجازها... تونس «الشروق» «ألف يد ويد» هو عنوان الجدارية التي ابتدعها مئات من الفنانين التونسيين من رسامين وطلبة ومدرسين تحت اشراف الفنانة التشكيلية السويسرية الأمريكية آن فرنساي . اللوحة جهزت بعد ستة أشهر من العمل الجماعي في ورشات مختلفة لفن الخزف كل فنان اشتغل على مربع خزفي صغير وعبر فيه عن أفكاره وميولاته ومعنى الإنسانية لديه لينتهي العمل بتشكيل ألف قطعة صغيرة اختلفت معانيها. وتنوعت أفكارها لتشكل جدارية «الف يد ويد» لوحة تخطف الأنظار. وتسافر بناظرها الى عالم مختلف يلتقي في مفهوم الانسانية والجمال... جدارية ال 600 فنان بلغت مساحتها 41 مترا مربعا تربعت أمس الأول على أحد جدران دار الثقافة ابن رشيق. تجلب لها الأنظار من بعيد. فزادت الفضاء رونقا وجمالا. تدشين اللوحة حضره جمع غفير من الفنانين وأحباء الفن التشكيلي وسفيري كل من الولاياتالمتحدةالامريكية وسويسرا بتونس . وأكدت المشرفة عن العمل آن فرنساي أن فكرة هذا المشروع راودتها منذ 2009. وطرحت الفكرة خلال مشاركتها في ملتقى لفن الخزف بالمركز الوطني للخزف سيدي قاسم الجليزي. وبعد دراسة الفكرة تم الشروع في الإنجاز لتكون النتيجة لوحة خزفية ابتدعتها أنامل تونسية. فأفرزت نوعا من الفن والجمال والحياة ... ولم يفوت فريق العمل فرصة توثيق كل الساعات والأيام والأشهر التي قضاها في انجاز هذه اللوحة وتم بالمناسبة عرض وثائقي قصير تضمن أجواء الورشات في مختلف الفضاءات التي احتضنت انجاز العمل. وهي 17 ورشة توزعت على عدة ولايات الجمهورية من ذلك تونس وصفاقس وبنزرت... ووثق الشريط لحظات الإنجاز التي أظهرت حرصا كبيرا من كل المشاركين في تقديم مادة فنية راقية وفي مستوى مجهوداتهم... المشاركون في تصميم اللوحة اختلفت أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والعلمية. اذ جمع هذا التصميم 600 تونسي من المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية والجامعات والجمعيات والمراكز الثقافية... جدارية «الف يد ويد» صممت على الجليز وقد أرجع ذلك عدد من المؤرخين والفنانين الى القيمة التاريخية والفنية التي يحملها هذا النوع من الخزف في تونس باعتباره من التراث التونسي الذي اشتغل عليه أكبر النحاتين القدامى في تونس. اذ نجد هذا النوع من الجليز في المنازل العتيقة والمعالم التونسية والمتاحف والجوامع والزوايا التي تعود الى آلاف السنين غير انها مازالت محافظة على نظارتها الى يومنا هذا... وهكذا ستتواصل جدارية «الف يد ويد» على ممر العصور. وسوف تبقى تحفة فنية يذكرها التاريخ...