24 لوحة فنية طرّزت بأنامل نسائية تحلّت بها جدران دار الثقافة ابن رشيق أمس الأول في افتتاح معرض رؤى فظهرت في أبهى حلّتها وأرقى زينتها، متماهية وعراقة المكان لتضرب موعدا مع الإبداع. 3 مبدعات استعطن أن يطوّعن ريشاتهن ليعبّرن عن أرواحهن عبر مختلف الأنماط التشكيلية. ذاتية دليزا شطورو أخذت من الألوان ما يمكن أن تعبّر به عن ذاتها وبين الأخضر والأزرق والوردي أرادت أن تقول هذه الفنانة هاهي روحي وذاتي متجّسدة بين أيديكم. روح شعارها العطاء والتضحية وحبّ النّاس.. هذه أنا في لوحاتي، وهذه الحياة ما بعد الموت أردت أن أعيدها وأبعثها من جديد من خلال تلك الألوان المتمازجة والخطوط المتعانقة التي أخذت من المادة سوى بعض الخزف والقماش. حركية وأنت تقف أمام تلك اللوحات تشعر وأنك تحيا الحرية المطلقة في تفسير تلك المقاصد التي أرادت الفنانة التشكيلية هدى حفرة أن تجسدها داخل لوحاتها الفسيفسائية، ألوان حية ترمز الى الديناميكية رؤى حقيقية لفن لا يعرّف بالحدود فسحة بين الأشكال والخطوط، اكتظاظ وانفجار، علوّ وهبوط، وبين هذا وذاك نجد ذات الفنان متجسّدة في تلك اللوحات، ذات هدى التي كانت بادية على ملامح وجهها وفي نظرات عينيها وهي تتحدث عن لوحاتها بطريقة فنية لا تختلف وفن ريشتها التي جعلت من تلك اللوحات مكانا لتفسح الأذهان. استحضار التاريخ وبالخزف والأصداف كان لهدى كمّون مكان بين تلك اللوحات فأبدعت بريشتها وهي تجسّد تلك الشخوص والنحوت السريالية وكأنها أرادت أن تستحضر التاريخ داخل تلك الألوان والأشكال. هكذا اذن استطاعت هؤلاء المبدعات الشابات أن يحملن زوارهن إلى عالم روحاني تستريح فيه النفوس وتسترخي على إيقاع ألوانه الأجساد وتسافر على متن خطوطه الأذهان لتستقرّ فوق تلك اللوحات المطرّزة بتلك الأنامل لمبدعات تونسيات.