لا مواجهة عسكرية قريبة بين الولاياتالمتحدةوإيران على أرجح التقديرات، لكن ضجيج التهديدات المتبادلة بين الطرفين لم يهدأ كأن الحرب على الأبواب مدفوعة بأحدث تهديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب. طرابلس (وكالات) وبدا ترامب الذي لوّح اول امس بردّ ساحق يمحو إيران من الوجود إذا هاجمت المصالح والقوات الأمريكية، أكثر حزما لكن تواتر تهديداته كانت أقرب للضجيج الإعلامي منها إلى المواجهة العسكرية الفعلية مع طهران. وقال لشبكة «فوكس» للأخبار الاقتصادية ردا على سؤال عما إذا كانت الحرب وشيكة «أتمنى ألا نخوض حربا لكننا في وضع قوي جدا إذا حدث شيء إذا حدث شيء فلن يدوم طويلا». وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي عن حرب مع إيران في خضم توتر لم يهدأ منذ أعلن هو ذاته في ماي الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في العام 2015 وإعادة العمل بنظام العقوبات السابقة. إلا أن الإجراءات العقابية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية كانت أكثر إيلاما وأوسع نطاقا مما كانت عليه، حيث طالت الإجراءات العقابية قطاعات حيوية مثل النفط والمصارف إلى جانب مسؤولين سياسيين على غرار وزير الخارجية محمد جواد ظريف والمرشد الأعلى علي خامنئي. ويسود منطقة الخليج توترا غير مسبوق بين واشنطنوطهران على خلفية سلسلة احداث متسارعة في المنطقة منها استهداف ناقلات نفط في مضيق هرمز وبحر عُمان تزعم الولاياتالمتحدة بقوة أنها من تنفيذ الحرس الثوري الإيراني. وأجّج إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة مؤخرا التوتر القائم أصلا بين البلدين وكان ترامب قد تراجع في اللحظة الأخيرة عن هجوم على أهداف إيرانية محددة. وتتبادل طهرانوواشنطن الاتهامات ويلقي كل طرف على الآخر مسؤولية زيادة التوتر في المنطقة، مع مراوحة بين الشدّة واللين. وقد دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة للعودة للاتفاق النووي والوفاء بتعهداتهم، قائلا إن هذا أقصر طريق لتحقيق مصالح الجميع. وجاءت تصريحاته بعد أن أعلنت طهران اول امس إسقاط بندين إضافيين من التزاماتها النووية بموجب اتفاق 2015، في محاولة لزيادة الضغط على الدول الموقعة على الاتفاق لمساعداتها في تفادي العقوبات الأمريكية. ووجه روحاني في تصريحات امس في طهران عقب اجتماع لمجلس الوزراء، حديثه للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، داعيا إياهما للعودة للاتفاق النووي والوفاء بتعهداتهم. وقال «إن ذلك من شأنه أن يكون في مصلحتنا ومصلحتهم ومصلحة المنطقة والقوانين والهيئات الدولية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية». واعتبر أن الطريق الذي اختارته الولاياتالمتحدة طريق خاطئ وأن عدم اتخاذ دول الاتحاد الأوروبي خطوات في موضوع الاتفاق النووي أمر خاطئ أيضا. وأضاف أن العديد من قادة العالم يعتبرون أن ترامب ينتهج سياسات تخاطب الرأي العام الأمريكي الداخلي وأنه لابد من عدم أخذه على محمل الجد. وعلق روحاني متسائلا «إذا كان ترامب شخصا فريدا في ذاته فما هو خطأنا نحن؟ لقد وقعنا على اتفاق»، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة أرسلت لبلاده رسالة مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وفي نفس اليوم أعلنت تطبيق عقوبات على قطاع البتروكيماويات الإيراني وهو أمر يتعارض مع العرف السياسي. وحول تصريح ترامب بقلقه من امتلاك إيران السلاح النووي، قال روحاني إنه في حال كان الرئيس الأمريكي قلقا بالفعل بشأن السلاح النووي فعليه أن يوجه حديثه للكيان الصهيوني. وتحدث الرئيس الإيراني عن إسقاط بلاده طائرة أمريكية مسيرة الأسبوع الماضي قائلا «نحن لا نريد حربا ولا صراعا في المنطقة، لكننا لن نسمح أيضا بالهجوم على بلادنا. انتهاك حدودنا خط أحمر لا نسكت عليه».