شهدت مسيرة المنتخب في ال"كَان" تحسّنا ملحوظا. فبعد أن تعادلنا أمام أنغولا تعادلنا ضدّ مالي وتحصّلنا في اللقاء الثاني على أربع ركنيات بدل صفر ركنية كما حدث في المواجهة الإفتتاحية. ونقول هذا الكلام طبعا من باب الإستهزاء بالأصوات التي مازالت تُلحّ إصرارا على "تزييف" الحقائق والتأكيد على أن الفريق الوطني "لابَاس" وقادر على رفع الكأس الإفريقية مع مدربه العجيب "ألان جيراس". ولا اختلاف في أن مردود منتخبنا كان أفضل في مواجهة مالي خاصّة بعد التعديل في مواقع اللاعبين لكنّنا لم نلمس للأمانة "انقلابا" بحجم الصَّدمة التي عِشناها على يد الأنغوليين. القصراوي في مرمى الانتقادات ارتكب معز حسن هفوة قاتلة في لقاء مالي بعد أن أفلتت منه الكرة بطريقة غريبة لينقضّ عليها "ساماسيكو" ويضعها في الشباك بسهولة كبيرة. وكان هذا الخطأ الكبير مسبوقا بلقطة أخرى مثيرة للسخرية حيث فشل حسن في التقاط كرة سهلة ومن ألطاف الله أنها كانت بعيدة عن المرمى. والطريف أن حارس "نيس" سقط أرضا مُدّعيا تعرّضه إلى إصابة وقد تفطن الجميع إلى أنها كانت مجرّد "كذبة بيضاء" سببها الإحراج الذي شعر به حارسنا. وقد قلنا في أوقات سابقة إن حسن هو الحارس التونسي الأفضل من حيث "الصّنعة" ومازلنا ندافع عن هذا الرأي لكن الهفوات التي ارتكبها في لقاء مالي تُشعل الأضواء الحمراء وتفتح ملف الشباك خاصة أن منتخبنا دفع فاتورة غالية بسبب "سذاجة" حرّاسه. وقد حصل ذلك مع فاروق بن مصطفى في لقاء أنغولا وتكرّر الأمر نفسه في مواجهة مالي. وتطرح هذه الأخطاء سؤالا حارقا بشأن إعداد حراس المرمى تحت إشراف حمدي القصراوي الذي طالته سِهام النقد. ويعرف القاصي والداني أن القصراوي أصبح مدربا لحراس المنتخب في غَفلة من الزمن وبقرار مُفاجىء من رئيس الجامعة الذي كان من المفروض أن ينتصر للكفاءة لا أن يقدّم هذا الموقع الحسّاس لحارس اعتزل لتوّه الكرة ولا خبرة له بالمجال. والحقيقة أن القصراوي قد ينفع في خطة مرافق وقد تسمح له أناقته ولباقته في الحديث أن يشغل منصب الناطق الرسمي بإسم المنتخب أمّا أن يدرب حراس الفريق الوطني فهذه وظيفة أكبر منه. والخطير أن توظيف حراس المرمى كان سيئا للغاية بما أن المنطق كان يفرض حماية فاروق بن مصطفى وترسيمه بدل "إقصائه" وفسح المجال لمعز حسن الذي وقع بدوره في المحظور وهو ما قد يجعل "سي" القصراوي أمام حتمية الإستنجاد بالورقة الثالثة والأخيرة وهي معز بن شريفية. والحقيقة أن هذا التوجّه قد يجعلنا نخسر جميع حرّاسنا. «ثورة» الصرارفي كذّبت الجامعة بالصوت والصورة خبر تشاجر المساكني والصرارفي داخل معسكر الفريق الوطني في "العين السُّخنة". لكن الجامعة ليس بوسعها أن تفنّد حالة الغضب الذي يسيطر على بسّام الصرارفي نتيجة وضعه خارج نطاق الخِدمة وسط استغراب المحبين خاصّة أن اللاعب أظهر استعدادات جيّدة في الوديات. ومن الواضح أن الصّرارفي لم يعد قادرا على كتم شعوره المُتزايد بالظلم الشيء الذي جعله يردّ الفعل بتلك الطريقة الغريبة بعد لقاء مالي وقد رفض اللاعب الإدلاء بالتصريحات قائلا بالحرف الواحد: عن أي لقاء تَتحدّثون؟ وقد يقول البعض إن الصرارفي لاعب عادي وقد لا يجد مكانا في التشكيلة الأساسية في ظل وجود "الرؤوس الكبيرة" والمسيطرة باللّعب و"القوّة" على "جيراس". وقد تؤكد الجهات نفسها أن بسّام يعيش على هامش الأحداث مع فريقه الفرنسي حتى أنه لم يلعب في تشكيلة "نيس" سوى 937 دقيقة في الموسم المنقضي. وهذا الرأي قابل للنقاش لكنه يُبعدنا عن جوهر القضية وهي شعور عدة لاعبين دوليين بغياب "العدالة" في خيارات "جيراس" الذي راهن على عدة أسماء تفتقر إلى الجاهزية أوتُعاني من الأوجاع كما حصل مع المساكني في اللقاء الأخير ضدّ مالي لكنه في المقابل حكم على الصرارفي بمُلازمة بنك الإحتياط. وهذه المُفارقات ساهمت في اهتزاز ثقة أكثر من لاعب في خيارات "جيراس". اعترافات الكنزاري اعتبر ماهر الكنزاري أن أداء المنتخب شهد تحسّنا طفيفا بالمقارنة مع لقاء الجولة الأولى ضد أنغولا واعترف المساعد الأول ل"جيراس" بأن منتخبنا سعى فعلا إلى تأمين التعادل في الدقائق الأخيرة وهذا ما تجسّم على أرض الواقع من خلال اضافة عنصر ثالث في خط الوسط والحديث عن أيمن بن محمّد. وقد تفهّم البعض هذا التوجه لحاجة المنتخب إلى نقطة التعادل لكن البعض الآخر يعتبر أن شهادة الكنزاري تشكل دليلا اضافيا على الحذر المفرط والذي ساهم بدوره في مرور المنتخب بجانب الحدث سواء في مواجهة أنغولا أوفي لقاء مالي. خارج الخدمة بعد التعادلين المُتتاليين أمام أنغولاومالي، انطلق المنتخب في التحضير للمباراة الحاسمة أمام مُوريتانيا وذلك يوم 2 جويلية بداية من الثامنة ليلا. مباراة موريتانيا سيتخلّف عنها غيلان الشعلالي بسبب عقوبة الإنذار الثاني. احصائيات المنتخب في الجولتين الأوليين لقاء أنغولا التسديدات 9 التحكم في الكرة: 49 بالمائة التمريرات: 431 (نسبة الدقّة تناهز 78 بالمائة) الركنيات: 0 الأهداف المُسجلة: 1 الأهداف المقبولة: 1 لقاء مالي التسديدات: 8 التحكم في الكرة: 54 بالمائة التمريرات: 420 (نسبة الدقّة تناهز 78 بالمائة) الركنيات: 4 الأهداف المسجلة: 1 الأهداف المقبولة: 1