وجدّد رامسفيلد اتهاماته الى سوريا وايران بايواء ما أسماه بالارهاب والعمل على التأثير في مستقبل العراق السياسي. وأوضح رامسفيلد أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك الليلة قبل الماضية ان مهندس الحرب على العراق الجنرال تومي فرانكس أعدّ خطة للاطاحة بالنظام في العراق في وقت قياسي مراعاة لمطلب دول عربية باركت غزو العراق واحتلاله وحرصت على تجنب تحرك وامكانية انتفاض شعوبها لكنه (أي فرانكس) تجاهل مرحلة ما بعد الغزو التي اشتدّت فيها المقاومة. وفي تعقيب على تصريحات رامسفيلد أكّد حزب البعث العراقي في بيان له أمس ان العراقيين ظلّوا حاملين السلاح ومقاومين للاحتلال من خلال المقاومة التي خطط لها صدّام. واعتبر بيان «البعث» ان رامسفيلد كشف بسبب المأزق الذي وضعته فيه المقاومة ماهية المقاومة المسلحة واعترف بقوّتها. مفاجأة المقاومة وأوضح رامسفيلد ان الجيش العراقي رفض مقاتلة الامريكيين إبّان الغزو لكنه كان يجمع الاموال والاسلحة في الاثناء لتهيئة نفسه للمقاومة واعتبر رامسفيلد ان المقاومة العراقية يقودها جيش صدّام وبعثيون سابقون معادون للاحتلال الامريكي، مشيرا الى أن هناك جماعات اجنبية تقاتل كذلك في العراق. وقال وزير الدفاع الامريكي أن ايران ترسل العملاء والأسلحة الى العراق في محاولة للتأثير على الانتخابات العراقية المقررة في جانفي المقبل. وحسب رامسفيلد فإن «ايران تتدخل كثيرا في العراق، فالايرانيون يريدون بوضوح التأثير على سير الانتخابات وهم يفعلون ذلك بشكل عدائي» على حد تعبيره. وأضاف رامسفيلد «إنهم يرسلون المال الى العراق ويرسلون السلاح». وجدّد رامسفيلد اتهاماته لايران بأنها تؤوي عناصر من ناشطي تنظيم «القاعدة» قائلا «لا نعلم اذا كانت طهران قد قدّمت مساعدات الى هؤلاء او انها سمحت لهم بالدخول الى ايران لكن نعلم ان عددا كبيرا من مسؤولي «القاعدة» دخلوا الى ايران وخرجوا منها في فترة معيّنة». واتهم رامسفيلد مجددا سوريا بتقديم التسهيلات للحركات التي وصفها بالارهابية وتمويلها. وكانت سوريا قبلت في نهاية الشهر الماضي بتعزيز الامن على حدودها مع العراق لمنع المقاتلين من التسلل عبر حدودها والالتحاق بصفوف المقاومة حسب ما أعلنت وزارة الخارجية الامريكية. لكن رامسفيلد اعتبر أنه «من السابق لأوانه الحديث عن تعاون سوري في مجال اغلاق الحدود مع العراق زاعما ان السوريين رفضوا الافراج عن الارصدة العراقية المجمّدة في سوريا وانهم مستمرّون في التعاون مع ايران وحزب الله وانهم يستخدمون حدودهم لتسهيل مرور من أسماهم بالارهابيين». «نموذج سامرّاء» واستبعد وزير الدفاع الامريكي نشوب حرب اهلية في العراق، وحين سئل عن هذا الاحتمال قال «لا أعتقد أن هذا سيحدث ولكن ما سيحصل في العراق هو ما تحقق في سامرّاء». وأوضح رامسفيلد أن قوات الاحتلال الامريكي اعتمدت بداية الديبلوماسية ثم التهديد باستخدام القوة وأخيرا استخدام القوة. وتابع رامسفيلد قوله «لا يمكن التسامح مع وجود ملاجئ آمنة لمن أسماهم بالمتمرّدين او استمرار القيام بشكل دائم ولفترة طويلة باعمال عدائية او اعمال عنف ضد الحكومة العراقية على حد تعبيره. وزعم رامسفيلد ان ما أسماه بالديبلوماسية المدعومة باستعمال القوّة هي أفضل طريقة للسيطرة على المدن التي وصفها بالمتمردة لكنه أقرّ بأن النجاح ليس مضمونا دائما. وفي حديثه امام مجلس العلاقات الخارجية اقر رامسفيلد كذلك بأنه لا يوجد دليل رسمي على علاقة بين الرئيس العراقي صدّام حسين وتنظيم «القاعدة». وقال رامسفيلد كانت هناك اجوبة متناقضة حول هذه المسألة بشكل مذهل ولكن على حد علمي ليس هناك دليل قوي على وجود علاقة بين الطرفين.