سألت «الشوّافة» سألت «الدّقازة» سألت قارئة ورق الميسر سأقت قارئة خط الرّمل سألت قارئة الغربال سألت قارئة الفنجان سألت قارئة النجوم سألت قارئة الكف سألت قارئة النوايا عن حالك يا بلدي فأجمعن كلهن على أن برجك بالثورة... قلت لإحداهن هات ما في هذا البرج قالت ثماني سنوات قحط عجاف تغيب فيها الملائكة وتحضر الشياطين ولكل شيطان شيطانه في جيبه.. وتعمّ فيها الفوضى والتسيّب والانفلات وتنتشر الأمراض وتستفحل الخصاصة ويسود الضياع وتزدهر سوق سقط المتاع حيث الخير كل الخير للغير وللشعب البركة في الصبر. ثم أزاحت لحافها من على رأسها وبان وجهها وانفجرت ضحكا ربّما من غبائي. وقالت: «نواصي وعتبْ والبعض من الذرّية». قلت: إن كانت الناصية هي ما نعيشه اليوم من غبن وفخفخة عند الذريّة ففي أية عتبة من العتبات نحن؟ تنهّدت وقالت فوق عتبة النظام الانتخابي وتحت عتبة الفقر بأمر من عتبة قبة سقيفة باردو باسم عتبة سقيفة بني ساعدة الخزرجيين الذين أقاموا حربا مع الخزرج لأربعين سنة من أجل ناقة عفست في نبع ماء فلوثته. قلت أراك تتنبئين وتقرئين وتقرّين بامتداد الحالة عُقودا. قالت لا تحزن يا ولدي على بلدي فالأمر كذلك. قلت وما حيلة القوم؟ قالت «توّ يوالف».