هل بداية الغيث قطر ثم ينهمر من قطر أم أن ما سمعناه من من تنبؤات وتكهنات وتنجيم وحتى «العرافة» و«الدقازة» و«الشوافة» وقراء الكف وخط الرمل والفنجان وكهنة صناديق الاقتراع بمجيء الغيث من الشرق والغرب من شروق الشمس الى غروبها ما هي الا أكاذيب لتهدئة الخواطر دون جبر المكسور منها.
وترقبنا مارس في الربيع العربي وكذبوا علينا وكذبنا على أنفسنا وقالوا وقلنا ان غيث الاشقاء علينا في مارس «ذهب اسود خالص» ورأينا لمعان البرق وسمعنا دوي الرعد وحتى الصواعق ولم نر للغيث أثرا ولا قطرة لري حنجرة واحدة من الحناجر التي جف ريقها عطشا للحرية والكرامة.
كبرت «العيطة» وحضر الشهود على ذبيحة «قنفود» تبركا بالرياح الشرقية المحملة بعطر «القاز» والغاز والألغاز وقيل لنا انها ستضمن تلقيح أزهار الربيع العربي في الجهات الداخلية لتثمر خيرا عميما ونعمة مدرارا واذا بها رياح الشهيلي تضيق بها الصدور الى حد الفدة ويذبل لها الزرع الى حد الموت ثم الهشيم.
قطرة غيث جاءت من قطر مشكورة اذ تكفل هذا البلد الشقيق بعلاج «تسعة من عشرين» من جرحى الثورة حالا ومن غرائب الصدف ان رقم «تسعة من عشرين» له مدلوله في الذاكرة الشعبية بقطع النظر عن معناه دون المعدل اذانه يعني الغموض والمراوغة في الكلام اذ كلما غمض القول قيل لصاحبه: «قلت لك كذا وأنت تقول لي «تسعة من عشرين» ولا تفسير لطرح التسعة من العشرين في هذا السياق الا أنه يعني «دون نصف الحقيقة» حاش قطر الشقيقة وتركيا الصديقة حتى واذ تكفلت هي الأخرى بتسعة من عشرين.