قال الفنان عدنان الشواشي في حوار مع "الشروق" أنه وجد ضالته في مواقع التواصل الاجتماعي والتي جعلته يتواصل مع جمهوره ويعوض ما وصفه بالتغييب الإعلامي ويبث إنتاجاته ويعبر عن أفكاره. مكتب الساحل (الشروق) وأكّد عدنان أنه متصالح مع نفسه ومع الجيل الجديد ومتقبل للتغييرات الحاصلة ويسمع مختلف النوعيات الموسيقية مع رفضه التطفل في الغناء وأنه يقبل التعامل مع الشبان شريطة التحلي بالصوت الرفيع والأخلاق العالية حسب قوله كما أبدى رأيه في مواضيع أخرى مرسخا غيرته على الفن الأصيل. كيف تقبلت برمجة حفلك في فعاليات مهرجان قرطاج؟ بأريحية كبرى وان شاء الله أكون دائما عند مستوى كل الانتظارات وهي فرصة أخرى للقاء بجمهوري العزيز. كيف تصف التجربة الجديدة في فرقة الوطن العربي للموسيقى مع عبد الرحمان العيادي؟ أتعامل مع الموسيقي عبد الرحمان العيادي منذ 25 سنة ولكن بالنسبة لهذه السنة هناك تصور آخر مع مجموعة من الفنانين والفنانات ونحرص على تقديم فن نظيف لمن يريد أن يسمع الفن الراقي. تغيّرت المعطيات والمقاييس كان زمنكم يوصف بالزمن الجميل كيف تصف الواقع الموسيقي التونسي؟ كل زمن له جماله وله أماكن ظلمته، الأذواق والمقاييس تتغير بحكم تغير الأذواق والتقنيات والعقليات ولا أرى أن هناك تطورا كبيرا فلكل جيل إيجابياته وسلبياته ولكن أحيانا الأمور السلبية هي التي تطغى واليوم نعيش ظروفا إقليمية وعالمية خاصة فيها الكثير من التوتر تفرض علينا بعض الأشياء تجعل الإنسان يخاف ويشك. كيف تفسر الشهرة السريعة لبعض الأسماء في المجال الفني رغم قدراتهم الفنية المتواضعة ؟ تلك أحكام التطور الحاصل في الإعلام وفي وسائل التواصل التكنولوجي، في الماضي كنا نقضي سنوات في الرشيدية قبل الظهور وننتظر بعدها إمكانية فرصة الظهور الإعلامي واليوم الوضع تغير أصبحنا نرى من يصبح نجما عالميا في نصف ساعة ولا نملك إلا أن نقبل هذا الواقع. أصبحت بدورك تعتمد مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بإنتاجاتك وبنشاطك؟ لي قرابة السنة ونصف أستعمل "الفيسبوك" و"اليوتوب" وأصبحت لي صفحة شخصية وأخرى رسمية الحقيقة وجدت نفسي في الفايس بوك، أكتب بصفة مستمرة بطاقات وأعرض بعض أنشطتي الموسيقية وأتواصل مع الأصدقاء ومع جمهوري وهناك من كان يظن أني اعتزلت الغناء بحكم تغييبي في وسائل الإعلام إلى جانب فنانين آخرين في وقت أننا لازلنا ننشط ونعمل وأنا شخصيا دائم الإنتاج ولكن المشكل لا يتمّ بثه، فوجدت ملجئي في "اليوتوب" أبث أغاني القديمة والجديدة والمتجددة من خلال قناتي الخاصة ويتابعني جمهور بالآلاف والحمد لله بالرغم أني كنت أخشى هذا العالم وأحترز من مواقع التواصل الاجتماعي حيث كنت لا أسمع غير المشاكل وغيرها ولكن عندما جربت اكتشفت ان هناك إيجابيات واقتنعت وقلت أن الفايسبوك مثل الشارع يمكن أن نجد السيء والحسن وإذا عرفنا كيف نوظف هذه الوسائل نجني منها عدة فوائد ومن يحترم نفسه ويحترم غيره لا يجد مشاكل في العالم الإفتراضي. من يطربك في تونس من الفنانين الشبان؟ هناك الكثير ولكن لسوء حظهم تواجدوا مع عدد كبير من المنافسين خاصة من الشرق الذين وراءهم شركات كبرى ففنانونا اقتحموا واقعا فنيا صعبا بإمكانيات مادية منعدمة. هناك شق من الفنانين ومن الملاحظين يعتبرون أن هناك نوعيات موسيقية برزت بعد سنة 2011 تهدد الموسيقى الوترية منها الراب، ما رأيك؟ أبدا، لا نظلم هؤلاء، فالراب له ستين سنة منذ أن ظهر في أمريكا كوسيلة للتعبير وهو فن راق له مقوماته الفنية من كلمة وإيقاع ورسالة ولكن مثل كل ميدان هناك من هو متطفل ويتصور أن الراب طريق سريع للشهرة. هل يمكن أن نشاهدك في تجربة مع أحد فناني الراب؟ إلى حد الآن لم أفكر في هذا المشروع، الحقيقة "موش جوّي"، رغم أني أحب الراب مثلما أحب الملاكمة وأعشق الفرجة على مقابلات هذه الرياضة ولكن لست ملاكما ولن أكون كذلك "لا نحب نضرب ولا نحب نتضرب"، مثلما أحب كثيرا المزود خاصة المزاودية الصحاح القدامى وأستمع إليهم ويطربونني ولكن لا استطيع أن أغني هذه النوعية لأنها "موش جوّي"... دُربتي الموسيقية في نوعية أخرى وأحترم كل النوعيات والتاريخ هو الذي سيصفّي ولكن لا يجب أن نظلم جماعة الراب ونتهمهم بقتل الأغنية لأن الراب أغنية في حد ذاتها وهو ناجح ويحبه الكثيرون وله جمهور عريض وهذا دليل أن فيه أشياء إيجابية من أغان محبوكة ومدروسة على درجة عالية من الحرفية لحنا وكلمة والشيء نفسه في الأغنية الوترية فيها السيء والجيد والمفروض أن السيء منها لا يقع بثه فهناك أغان وترية كارثية. هل تعتبر أننا نعيش قطيعة بين الأجيال الموسيقية بين من يدعي التطور ويتهمكم بعدم التجدد؟ أتحدث عن نفسي فأنا قد جددت من إنتاجاتي وهناك من جيلي من توقف عن العمل وبقي في مكانه لسبب أو لآخر وبالنسبة لي أجتهد وأطور من عملي فأنا موجود والقطار لم يفتني، وليس لي أي قطيعة مع الجيل الجديد. لكن لم نلاحظ أي تعامل فني بين جيلكم والجيل الجديد في مختلف مظاهره؟ تعاملت فيما مضى مع الشبان منهم سنيا مبارك وأنيس الصيادي وغيرهم ولكن اليوم لو أتلقى أي اقتراح من أحد الشبان لا أتردد في التعامل معهم وأشترط في ذلك الجانب الفني والأخلاقي فالصوت وحده لا يكفي، لا بد من سلوك أخلاقي، فأنا جاهز للتعامل ولتقديم الإحاطة متى طُلب مني ذلك. هل ندمت على عدم الهجرة؟ لم أندم على شيء في حياتي لأني مؤمن بالقضاء والقدر، وأحمد الله على كل حال ولعل فيها خير ربما لو هاجرت لعشت وضعية سيئة، من يدري رغم اني كنت أقضي الصيف في تونس ثم الباقي في فرنسا للعمل ولكن فضلت الاستقرار في وطني وكونت عائلة وجمهورا يحبني معززا مكرما في بلادي وحتى خارج تونس خاصة في دول المغرب العربي، الشيء الوحيد الذي ندمت عليه في حياتي هو تعاطي التدخين وأمنيتي الوحيدة أن أنقطع على هذه العادة السيئة التي بدأت في تعاطيها في الستينات.