مكتب الساحل (الشروق) تحدثنا في الجزء الأول من هذا التحقيق عن التنوع البيولوجي الذي جعل من جزيرة قوريا محمية ذائعة الصيت في دول البحر الأبيض المتوسط .. كما تحدثنا عن الانتصاب العشوائي داخلها على اعتبار قيام بعض المستثمرين الخواص من أصحاب المراكب السياحية وغيرها بجلب الزائرين لقضاء يوم بين أحضان الطبيعة دون الاستناد إلى رخص قانونية أصحاب المراكب المكلفين بجلب الزائرين إلى محمية قوريا اخذوا على عاتقهم توفير كل مستلزمات الراحة لمرافقيهم وعليه انتصبت على الشاطئ بعض الفضاءات المهيأة وتوفرت الكراسي والطاولات وتم تكليف بعض العمال الموسميين بإعداد الطعام على عين المكان ليكون السمك المشوي الطبق المميز في هذه الرحلة الجميلة التي تبقى في البال..وليكون ثمن الرحلة انطلاقا من ميناء المارينا ذهابا وإيابا قرابة الخمسين دينارا للشخص الواحد والى جانب كل هذا توفرت الشمسيات الواقية على الرمال الذهبية وتم اخذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية بيض السلاحف المطمور تحت الرمال سياحة بيئية وحول هذه النقطة الأخيرة سألنا السيد احمد غديرة عما إذا كان تواجد المصطافين ولو بأعداد قليلة يشكل خطرا على بيض السلاحف فقال : « لقد حرصت السلط الجهوية وكذلك المنظمات الدولية والهياكل والجمعيات المعنية على تنظيم وحماية وحراسة المحمية للخروج بأخف الأضرار من تواجد المصطافين ومن اجل ذلك تم عقد عدة اجتماعات هذا الشهر ..ونحن بصدد إعداد دراسات لضبط العدد الأقصى الذي يمكن تواجده على سطح الجزيرة... ولقد تم الاتفاق على أن يتم الترويج للمنتوج البيئي المتنوع بما يجعله يندرج في إطار السياحة البيئية وجاء هذا أيضا على لسان السيد روني الطرابلسي وزير السياحة لدى زيارته الأخيرة للمنستير ولقائه بمسؤولي جمعية ازرقنا الكبير والذي أكد أن التوجه اليوم يجب أن يكون نحو هذا النوع من السياحة إلى جانب السياحة الثقافية...وللإشارة فان جمعيتنا ركزت بالمحمية دكانا خشبيا يحوي عديد النشريات الخاصة ويعمل المتواجدون فيه على التوعية والتحسيس من خلال حملات تبرز تنوع وثراء المنتوج البيئي». وعما إذا كان بالإمكان أن تصبح الجزيرة في يوم من الأيام آهلة بالسكان ويتم عليها بناء وحدات سياحية ومطاعم ومقاه ضحك السيد احمد الغربي وأجاب بالنفي في إشارة إلى رفض مكونات المجتمع المدني بمدينة المنستير لهذه الفكرة وحرصها على أن تبقى الجزيرة محمية بيئية مفتوحة للزائرين بأعداد معقولة لا غير وأضاف بان القرار المتخذ في هذا الشأن يقضي بان تكون الاحداثات غير مبنية وترتكز إقامتها على الخشب بالأساس. 3000 بيضة كل صيف ولان جزيرة قوريا تعد محمية للسلاحف البحرية بالأساس تحدثت الشروق إلى السيد حامد ملاط عضو جمعية ازرقنا الكبير ومراقب بيئي اختصاص سلاحف بحرية وطيور مهاجرة وأكد من خلال حديثه أن متابعة جزيرة قوريا تمت في البداية من قبل المعهد الوطني لتكنولوجيا وعلوم البحار و الوكالة الوطنية لحماية وتهيئة الشريط الساحلي ومركز الأنشطة الإقليمية ذو الحماية الخاصة وكان ذلك سنة 1997 قبل أن تلتحق بالثلاثي جمعية ازرقنا الكبير سنة 2015 وقال السيد حامد أن السلاحف البحرية سبعة أنواع في العالم وفي تونس هي نوع وحيد وهي السلحفاة البحرية ضخمة الرأس والمعروفة باسم « كاريتا كاريتا «. و معلوم أن أنثى السلحفاة تخرج ليلا لتعشش في الرمال و تبيض عادة بين 80 و 120 بيضة في كل مرة ويبلغ عدد تعشيشها بين مرتين وخمس مرات في الصائفة لتبقى بعدها سنتين دون تزاوج وتعشيش السلحفاة يتم بداية من شهر ماي إلى أواخر شهر أوت... وبالنسبة إلى المسؤولين في جمعية ازرقنا الكبير فإنهم يقومون بمعاينة الأعشاش التي يبلغ عددها الجملي قرابة ال 35 عشا ويركزون فوقها أعوادا من القصب لحمايتها الى ان تتم عملية الفقص بعد خمسين يوما و تبقى السلاحف الصغيرة في الحفرة قرابة الاسبوع ليساعد بعضها البعض على الخروج ليلا والتوجه الى الماء لتعود اليه بعج 25 عاما وهي سن البلوغ لتبيض من جديد على نفس الشاطئ الذي انطلقت منه. (يتبع )